في الوقت الذي يستعد فيه الجميع لاستقبال عام جديد، كتب الشاب العشريني «محمود» كلمة النهاية في حياته، بعدما فضل الموت منتحرًا، حين علم بنبأ وفاة خطيبته، التي لم يتحمل العيش دونها.

الحكاية بدأت حين همت الفتاة «شيماء» صاحبة الـ17 عامًا، بنشر الغسيل من بلكونة منزلها، الكائن من الدور السابع، فاختل توازنها، وسقطت صريعة على الفور، علم خطيبها بالنبأ الحزين، فأسرع لمنزلها وحين تأكد من وفاتها، صعد لأعلى العقار وألقى بنفسه ليلحق بها.

وانتقل الشاب للمستشفى لكن لم يتمكن أحد من إنقاذه، ولفظ أنفاسه الأخيرة بداخلها، وتلقى اللواء سامي غنيم، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا بالواقعة.

المشهد السابق تكرر قبل ذلك في حوادث انتحر، فضل فيها شباب ورجال الانتحار، عن العيش دون الحبيبة، وهو ما يستدعى التحليل النفسي لإقدام الرجل على الانتحار حزنًا على رحيل حبيبته خاصة في ظل مجتمع شرقي.

لماذا ينتحر الشاب حزنا على رحيل حبيبته؟

وقالت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، إن هذه الوقائع ما هي إلا حالات فردية، خاصة في ظل مجتمع شرقي متمسك بالعادات والتقاليد.

وقدمت «هالة» تحليلا لشخصية الشاب المنتحر حزنًا على حبيبته، بأنه مرتبط بها بدرجة كبيرة جعلته يشعر بتأنيب الضمير عن مواصلته للعيش دونها، وهو ما دفعه للانتحار: «بيفكر بطريقة هعيش إزاي من بعدك».

وتابعت «هالة» خلال حديثها لـ«هن»، تحليلها لشخصية المنتحر حزنًا على حبيبته، مؤكدة أن شخصيته اكتئابية فلم يمتلك الثقة في المستقبل، وسرعان ما أظلمت الحياة في وجهه، فالحياة بالنسبة إليه تتمحور في حبيبته، كما أنه يعتقد أن الانتحار يجمعه بها في مكان أفضل.

وأوضحت «هالة»، أن شخصية الشاب المنتحر لم تنضح بطريقة كافية، حيث يرتبط بحبيبته ارتباطا مرضيا، كأنه فقد جزءا من نفسه، وهذا يدل على الاضطراب العاطفي والشخصي، أي أنه شخصية اعتمادية. 

وذكرت استشاري الطب النفسي أيضًا، أنه شخصية اندفاعية يعاني من اضطراب شخصي حادي، فهو سريع الحزن والاندفاع ومتلقب المزاج، وغالبًا لم يحصل على المساندة النفسية التي احتوت آلامه وحزنه الشديد.