في مفارقة غير متوقعة، طلب دفاع المتهمين بالتحرش الجماعي بـ«بسنت»، المعروفة إعلاميا بـ«فتاة ميت غمر»، من جيران وأهالي المدينة، مده بأي فيديوهات «مخلة» للفتاة، مشترطا ألا تضمن أي تعليقات خارجة أو إباحية، بالتزامن مع تدشين هاشتاج بعنوان «ادعم بسنت» تصدر موقع التدوينات القصيرة «تويتر».

وكتب المحامي محمود رضوان، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أي حد معاه فيديو مخل للبنت بسنت، يبعتهولي خاص بعد إذنكم، بس بدون شتيمة على الفيديو».

المنشور تم تداوله بشكل واسع عبر «فيسبوك»، خاصة بعدما أخذ المحامي صورا شخصية من حساب «بسنت»، ليضمها إلى قضيته، إذ استهجن جميع رواد السوشيال ميديا، تصرف المحامي، رغم علمه بالقانون والدستور المصري، إذ جاءت جميع التعليقات سلبية.

ومن بين تعليقات رواد «فيسبوك»: «ده المفروض أنه محامي عن شوية عيال اتحرشوا ببنت اسمها بسنت، في الشارع، وعملت محضر بعد وقعة تحرش جماعي بيها، البيه المحترم كل شوية يكتب بوست بيخوض في سمعة البنت، ده غير أنه بيتكلم عن ملابسها وأنها السبب في التحرش بيها».

وتساءل آخر: «فين مجلس نقابة المحامين من المقرف ده، دي طريقة رجل في الغالب هيطلع متحرش أصلا، وله ضحايا بما أنه بيبرر التحرش بالملابس والسلوك الشخصي»، وكتب أحدهم: «المحامي بتاع المجرمين نفسه، طلع لايف وطلع صورها وهددها»، و«المفروض النقابه تنظف من كل محامي متلاعب بأرواح وسمعة الناس».

اتهامات تنتظر المحامي: هيتحاسب

علق المحامي بالنقض والدستورية العليا محمود البدوي، على تصرفات محامي المتحمين بالتحرش الجماعي بفتاة ميت غمر، مؤكدا أن تصرفه خاطئ، وما فعله قيد التحقيقات لدى النيابة العامة، التي تعكف حاليا على تفريغ الكاميرات، وسماع الشهادة، وبحث الفيديوهات.

وأضاف البدوي في تصريحات لـ«هن»: «اللي حصل ده مينفعش أنه يدخل صفحتها وياخد صور وفيديوهات، اللي عمله المحامي اسمه تعدي على حرمة الحياة الخاصة اللي كفلها الدستور، والمفروض أنه يكون مطلع على قضيته من غير التعرض للشاكي أو المجني عليه».

وتابع: «لو شايف فيه حاجة المفروض يقدمها للمحكمة، مش يكتب على فيسبوك أو يتعرض للمجني عليها، والنيابة بعد فحص الفيديوهات هيكون في موضع اتهام، وهيتحاسب بلا شك، لكن بعد ما يطلع قرار النيابة بعد التحقيقات».

وقال البدوي، إن محامي المتهمين وضع نفسه في موضع اتهام: «اللي حصل ده بعيد تماما عن ممارسة عمله في الدفاع عن الجاني، ده بيعرضه للمسائلة فعلا، لأنه مش أمام المحكمة، لكنه على فيسوك ومحاسبته هتكون تحت 30 فرضية، منها التشهير، إذ يندرج تحت بند سب أو قذف أو تشهير، بناء على ما تسفر عنه التحقيقات، هنشوف هيتحاسب على إيه بالظبط».

قضية بسنت وتهديدها

استمعت النيابة العامة إلى أقوال «بسنت»، حول ملاحقة 7 فتيان لها خلال سيرها بطريق عام بمنطقة ميت غمر، وملامستهم جسدها ومواطن عفتها، وإثارة المارَّة ضدها، حالَ استقلال 5 منهم سيارة و2 دراجة آلية، فدلفت إلى مقهى لتفاديهم، ثم لما خرجت منه ظنَّا منها أنهم انصرفوا، ففُوجِئَت باستمرار تتبعهم لها وموالاة التعدي عليها، فتوارت بمعرض للسيارات ساعدها مالكه بتدبير وسيلة، لنقلها إلى محل إقامتها.

وأشارت المتهمة، في تحقيقات النيابة، إلى أنها تلقت تهديدات من صفحة خاصة بأحد أقارب متهم ومحامٍ موكَّل للدفاع عن بعض المتهمين بموقع «فيسبوك»، تضمنت التشهير بها للتأثير عليها وإكراهها على التنازل عن شكواها التي تقدمت بها إلى محضر الشرطة عقب الحادث.

وأمرت النيابة العامة، بحبس المتهمين احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وطلبت من إدارة المرور المختصة بيان مالكي السيارة والدراجة اللتين استقلها المتهمون، وجارٍ استكمال التحقيقات.

وأكدت النيابة رصدها ما يثار بمواقع التواصل الاجتماعي من منشورات تنال من المجني عليها وتتضمن تهديدًا لها، وأخرى تتناول تفصيلات غير دقيقة عن الواقعة، مؤكدةً اتخاذها ما يلزم من إجراءات قِبَل ما قد تشكله هذه المنشورات من جرائم معاقب عليها قانونًا، وأهابت بالجميع عدم تداول المنشورات التي تتضمن معلومات غير دقيقة عن الواقعة، والالتزام بما تصرح به  في بياناتها الرسمية حرصًا على سلامة التحقيقات.