تعيش وسط 25 قطا، ترعاهم كالأم، توفر لهم الأكل والعلاج اللازم على مدار الشهر، تتونس بهم داخل الشقة التي تعيش فيها بمفردها، إذ تحرص حنان محمد، صاحبة الـ40 عامًا على الاهتمام بالقطط التي جمعت معظمهم من الشارع.

15 قطا يعيشون مع "حنان" داخل شقتها، و10 آخرون أمام الباب وفي مدخل العمارة و"المنور"، إذ تؤكد أنها وفرت لهم مكان للمبيت والتدفئة حفاظا على صحتهم، رغم أنها مريضة تشتكي من مشكلة في العمود الفقري جعلتها تقدم استقالتها من عملها: "سبت شغلي وبراعي أكثر من 15 قطة، فيهم 5 عندهم أمراض مزمنة، ومبقتش قادرة على أكلهم وعلاجهم".

تنفق ما بين 3 إلى 6 آلاف شهريًا، على الأكل وعلاج القطط التي تحتاج لرعاية خاصة، لأن لديها قط مريض كبد، وآخر مريض كلى، وحالة تعاني من فيروس نادر، تسبب لها في مشكلة بجسمها وتحولت إلى أشبه بهيكل عظمي: "ده مرض معدي، وفضلت 3 شهور أجري بالقطة على الدكاترة، وفي الآخر شالت عينيها وبقت عامية".

حب من نوع خاص يربط السيدة الأربعينية بقططها، بعد أن وجدت نفسها بمفردها وفقدت الأمل في الزواج، إذ تعتبرهم أبنائها، لكنها أيضا، لم تعد تستطع الإنفاق عليهم.

تقول: "أنا بستغيث، أي حد يساعدني عشان ميمتوش من الجوع والبرد وقلة العلاج، مش عايزة فلوس، اللي حابب يتبرع يجي يشوفهم بنفسه ويساعدهم بالأكل أو العلاج، لأن عندي قطط بتاكل دراي فود تكلفته أكتر من 700 جنيه في الشهر، ولو أكلوا أكل عادي هيموتوا، وأنا مقدرش أعيش من غيرهم".

تؤكد "حنان" لـ"هن"، أنها لا تتخيل العيش بدون القطط يومًا ما، لافتة إلى أن كل أمنيتها في الحياة إنقاذ حياتهم، بعد أن جمعتهم من الشوارع ووفرت لهم حياة أفضل تتمنى أن تستمر، مؤكدة أنها توفر من مصاريف علاجها للإنقاق على صغارها من القطط، لكن بعد خسارة وظيفتها أصبح الأمر يمثل لها عبء لم تعد تتحمله.