بدم بارد وخروج عن السيطرة على التفكير، وقلب خلع ثوب الرحمة من داخله، أقدم مزارع على التخلص من ابنته صاحبة الـ20 عامًا، في قرية البراغيت التابعة لمركز أبو تشت بمحافظة قنا، حيث اعترف الأب خلال التحقيقات بأنه كان يتشاءم من بقائها على قيد الحياة، قائلًا: "قتلتها عشان وشها نحس علينا من ساعة ما جت".

وكشف المزارع خلال التحقيقات، أنه كان يفضل ابنه والشقيق التوأم للضحية عنها، لكنه فُجع بتلقي نبأ وفاة نجله حرقا، فى حادث ببورسعيد، منذ عدة أشهر، قائلا: "من يوم وفاة أخوها وأنا كرهتها أكتر.. يا ريتها ماتت هي وأخوها قعد".

وعن تفاصيل جريمته، قال الأب المتهم، إنه وبعد وفاة نجله، قرر التخلص من ابنته بدعوى "وشها نحس"، وحدد اليوم لتنفيذ مخططه، بعدما حبسها وقام بتعذيبها وضربها بالشوم حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وبدأت الواقعة، بإخطار تلقاه اللواء محمد أبو المجد، مدير أمن قنا، من مركز شرطة أبوتشت، بمقتل الفتاة المجني عليها "إیمان.ا.ع" 20 عاما، داخل منزل الأسرة بقرية البراغيت التابعة للمركز، وانتقل فريق من البحث الجنائي إلى مكان الواقعة، حيث تبين أن الفتاة جثة هامدة بكامل ملابسها، ومصابة بالوجه والرأس والرقبة، فضلا عن الساعدین الأیمن والأيسر.

استشاري نفسي: العادات القديمة السبب خلف تخلص الأب من ابنته

ومن جانبه، كشف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الأب المتهم، يعاني من قصور الوعي الثقافي والديني والاجتماعي.

وقال "فرويز"، خلال حديثه لـ"هن": "الراجل بيعاني من الانحسار بين عادات جاهلية قديمة في الصعيد، وهي تفضيل الذكور على الإناث، وإن إنجاب البنات وصمة من العار، وبتجلب الكوارث والمصائب لأسرتها، وده نتيجة إن الأب بيعاني من انهيار معايير الوعي الثقافي عنده، وده اللي انعكس عليه لحد ما قرر قتل بنته".