بمشاعر لم تعرف الرحمة وقلب انتُزع من داخله عطف الأب، تخلص مزارع مقيم بقنا، من ابنته الطالبة، صاحبة الـ20 عامًا، داخل قرية البراغيت التابعة لمركز أبو تشت بمحافظة قنا، مؤكدا خلال التحقيقات: "قتلتها عشان وشها نحس علينا من ساعة ما جت".

وأوضح الأب خلال اعترافاته، أنه لم يكن يحب ابنته، وكان يفضل شقيقها التوأم عنها، لكنه فُجع بتلقي نبأ وفاة نجله حرقا، فى حادث ببورسعيد، منذ عدة أشهر، قائلا: "من يوم وفاة أخوها وأنا كرهتها أكتر.. يا ريتها ماتت هي وأخوها قعد".

وعن تفاصيل جريمته، قال الأب المتهم، إنه وبعد وفاة نجله، قرر التخلص من ابنته بدعوى "وشها نحس"، وحدد يوم تنفيذ مخططه، إذ تعدى عليها بالضرب باستخدام عصا "شومة"، محدثا إصاباتها التي أودت بحياتها، بسبب كراهيته لها.

وتحرر محضر بالحادث، وأُخطرت النيابة العامة التي انتقلت إلى مكان الجريمة، وناظرت الجثة، وأمرت بندب الطب الشرعي لتشريح الجثة، وبيان سبب وكيفية الوفاة، وتم نقل الجثة، إلی مشرحة مستشفی نجع حمادي، تحت تصرف النيابة العامة. 

أزهري: تشاؤم المزارع من ابنته شرك بالله

تشاؤم الأب من وجود ابنته، كان الدافع الأول والأساسي خلف قراره بالتخلص منها، وعليه علق الشيخ أحمد المالكي، الباحث الأزهري، على جريمة الأب، مؤكدا إنه "إثم كبير"، موضحا "أنه لا يجوز أولًا لإنسان أن يُقدم على القتل، فلا شك أن هذا إثمًا كبيرًا".

عن تشاؤم الأب بوجود ابنته، يقول "المالكي" خلال حديثه لـ"هن": "لا يجوز التشاؤم، لأنه بهذا الأمر يعلن الإنسان بأنه قطع توكله على الله عز وجل، فالرسول نهى عن الشعور بالتشاؤم في حديثه الشريف: الطيرة شرك".

ويضيف "المالكي": "بعض الناس بتشعر بالتشاؤم بسبب قدوم مولود ما وهذا لا يجوز شرعًا، فالرزق بيد الله عز وجل وحده، يقسمه ما يشاء، ولا يجب على الشخص سوى العبادة والتوكل على الله، فجاء في قوله تعالى: فاعبد وتوكل عليه".