في الوقت الذي استعد فيه محمد بلال للعودة مرة أخرى، إلى السعودية، حيث مقر عمله، رغب في شراء بعض الأدوية التي يحتاجها، فاتجه إلى الصيدلية القريبة من منزله، الواقعة بمحافظة الشرقية، غير مدرك أنها الزيارة التي فتحت له باب النصيب مرة أخرى، فمن النظرة الأولى انشغل قلبه بالدكتورة التي تعمل بالصيدلية، ليقرر خطبتها في اليوم نفسه.

حكاية أقرب للخيال بطلها المهندس محمد بلال، مدير قسم البث الفضائي بقناة فضائية، سبق له الزواج من قبل والذي انتهى بالطلاق قبل 3 أعوام، ارتضى وقتها بنصيبه مكتفيًا بعمله في السعودية، والعيش بمفرده، وخلال إحدى زيارته لأسرته في محافظة الشرقية، كان على موعد مع الصدفة التي سنحت له للالتقاء بشريكة الحياة مرة أخرى.

البداية جاءت عندما توجه "محمد" للصيدلية، مازال المهندس الثلاثيني يتذكر الوقت جيدًا، فمن اللقاء الأول انجذب تجاه الدكتورة العاملة بها التي تدعى "بسمة": "كانت أول مرة اتشد لبنت بعد انفصالي.. كان ناقصلها 10 دقايق والشيفت بتاعها يخلص"، حديث قليل بدأ بينهما لم يخرج عن السياق الطبيعي، لكن راحة غريبة تخللت في نفس "محمد" تجاه الدكتورة: "بس كنت قلقان شوية عشان ظروفي كمطلق". 

انتهى "محمد" من مشوار الصيدلية، وبدأ في البحث عن الطبيبة العاملة بداخلها، فاستعان بشقيقته، ليكتشف أنها على معرفة بها: "أختي كانت عارفاها وكلمتني عنها، وسبحان الله ظروفنا كانت متشابهة، هي كمان منفصلة من 8 سنوات".

تحدثت شقيقة "محمد" مع الطبيبة، وهي تعمل دكتورة بيطرية وفي الوقت ذاته تذهب للعمل في الصيدلية، فالشعور بالراحة متبادل بينهما، وتمت الموافقة على مقابلة الأسرة في اليوم نفسه، نظرًا لضيق الوقت لدى المهندس الثلاثيني: "رحت لأهلها في نفس اليوم.. لأن مكنش عندي وقت بسبب السفر.. كل حاجة كانت مترتبة.. سبحان الله".

انتهت المقابلة بشعور من الارتياح والموافقة، سافر "محمد" وعقب أيام، أغلقت المطارات الدولية، ضمن الإجراءات الوقائية التي فرضت قبل فترة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، لكن الأمر لم يشكل عائقا أمام المهندس الثلاثيني، الذي أعطى توكيل لوالده لإتمام مراسم عقد القران.

بموجب توكيل الأب، عقد القران الذي شاهده "محمد" عبر إحدى برامج الانترنت: "كتبنا الكتاب أون لاين.. مكنتش مصدق نفسي.. إن الأمور ماشية كدا"، تمت الزيجة، وحين عادت الحياة لطبيعتها مرة أخرى وفتحت المطارات، عاد "محمد" للشرقية لإتمام مراسم الزفاف.

فترة تعرف "محمد" وزواجه لم تستغرق سوى أشهر قليلة، لم يستوعب خلالها المهندس الثلاثيني تفاصيل ما يحدث من حوله، بعدما أغلق الباب على نفسه مقررًا عدم الزواج مرة أخرى، لتتبدل أحواله في يوم وليلة: "الموضوع كله غريب.. لغاية دلوقتي مش مصدقين إننا اتجوزنا فعلًا بالسرعة دي.. لكن النصيب لما بيجي محدش بيقف قدامه".

قصة "محمد" شارك بها عبر إحدى الجروبات المهتمة بالسفر، وهي "Travel Secrets Club Official"، مداعبًا المشاركين بأن للسفر سبع فوائد، حيث عادت عليه بالزواج مرة أخرى.