رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مريم" صنايعي لحام.. تحدت الرجال وفازت بجائزة أفضل حرفي

كتب: ندى نور -

03:08 ص | الأربعاء 14 أكتوبر 2020

مريم بوبرام تعمل في مجال اللحام المعدني

استطاعت فتاة جزائرية تحدي الصعاب وأن تحجز لنفسها مكانا مختلفًا وسط الآخرين، وتمكنت مريم بوبرام، الفرنسية العمل في مجال اللحام المعدني، وتكريمها كأفضل امرأة عاملة في فئة اللحام المعدني من طرف الجمعية الوطنية لأفضل الحرفيين في هذا البلد الأوروبي.

وصنعت "بوبرام" برج اتصالات معدني يبلغ طوله 1.85 م ويزن حوالي 500 كيلو جرام، بعد سنوات من العمل وصلت إلى 26 عامًا، واستغرق العمل في البرج 1600 ساعة عمل  ونافست بها أعمال ثمانية حرفيين رجال، بحسب ما ذكره موقع "سكاي نيوز" عربية.

بداية صعبة بدأت منذ الانقطاع عن الدراسة

مريم التي تبلغ من العمر 47 عامًا، انقطعت عن الدراسة في سن مبكرة لأنها كانت تعاني من "عسر القراءة"، "لم يستطع أحد أن يحدد مرضي آنذاك، الكل وضعني في خانة الفاشلين، ما اضطر أبي للبحث عن بديل خصوصا أنني كنت أكبر إخوتي، ففضل أن يسجلني في دورة تكوينية خاصة بتصفيف الشعر، مبررا اختياره بكونها حرفة تجذب الفتيات في سني، كما أن لها مستقبلا واعدا بحكم أن كل النسوة يسعين ليكن جميلات".

من تصفيف الشعر إلى لحام المعادن

رضخت مريم لاختيار الأسرة، إلا أنها لم تقتنع بهذه الحرفة البعيدة عن ميولاها، انتظرت طويلا إلى أن سمعت عن  تدريب خاص للفتيات بـ"لحام الطيران".

رفضت أسرتها الفكرة إلا أنها اصرت على التسجيل، كانت بمجرد الإمساك بآلة اللحام المعدني تفرغ فيها كل طاقتها وغضبها، وأصبحت مريم بعد أيام من التدريب تشعر بأن هذه الحرفة "وسيلتها الوحيدة للانعزال عن هذا العالم المليء بالمعاناة".

تجاوزت مريم فترة التدريب بنجاح وحصلت على شهادة تخول لها دخول سوق الشغل والمنافسة بقوة في المجال، لم يتقبلها الحرفيون الرجال في هذه المهنة اعتبروا أن مكانها في البيت أو في مهن تحترم أنوثة المرأة.

وأمام كل هذه الصعوبات وبعزيمة كبيرة، استطاعت مريم كسب الرهان ورسمت مسارا مهنيا ناجحا، فهي تعمل اليوم إلى جانب مزاولتها للحرفة، مدربة في معهد للحام المعدني في فرنسا.

يوم فارق

وعن يوم تتويجها بجائزة مسابقة أحسن حرفي في فرنسا في دورتها السادسة و العشرين، حيث يمثل هذا اليوم يوم فارق في حياتها، فقد دخلت جامعة السوربون العريقة بباريس لتسلم الميدالية.

وتتمنى "مريم" اليوم أن تقدم يد المساعدة لكل من يعيش في ظروف صعبة عبر أكاديمية تشرف على إنشاءها، كما تدعو النساء إلى رفع التحدي والسير وراء أحلامهن لأنها بالإصرار والمثابرة تصبح قابلة التحقق.