رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"ولاء" تتحدى 3 أمراض مناعية بالزومبا: صاحبة الجيم قالت جاية تموت هنا

كتب: غادة شعبان -

04:58 م | الأربعاء 30 سبتمبر 2020

ولاء إسماعيل

رحلة قاسية عنوانها الصبر والكفاح والأمل، ناتجة عن معاناة شديدة، ربما لم تكن تتوقع الوصول إليه يومًا ما، خاضتها ولاء إسماعيل، صاحبة الـ30 عامًا، بعد أن وجدت نفسها تعاني من 3 أمراض مناعية نادرة، أعاقت حياتها وسيطرت عليها، لتقرر تحديهم والتغلب عليهم بالزومبا والدراجات والتصوير واللغة.

ولاء إسماعيل، ابنة محافظة الإسكندرية، تخرجت في كلية الفنون التطبيقية، بجامعة 6 أكتوبر، عام 2000، وأنهت تمهيدي الماجيستير في التصوير الفوتوغرافي من جامعة العلوم التطبيقية في برلين عام 2019، وجدت نفسها أمام 3 أمراض مناعية، وهم الذئبة الحمراء في البشرة والمفاصل، ومرض هاشيموتو، متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية، منذ أن كانت في عمر الـ16 عامًا، ما يتطلب منها عدم التعرض لضغوطات عصبية ويحيل بيها وبين الزواج والإنجاب.

ولاء: الطبيب نصحني بعدم الزواج والإنجاب

 كانت حالة "ولاء" الصحية تزداد في السوء شيئًا فشيئا، ما يصاحبه اكتئاب وبكاء متصل، منذ بدء انتشار مرض الذئبة الحمراء ممتداً للأجهزة المختلفة داخل جسدها، مستوطنًا في القلب والرئة حتى هاجم الأعصاب.

وروت "ولاء"، كواليس التغلب على الـ3 أمراض المناعية، خلال حديثها لـ"الوطن"،  بالزومبا والتصوير والدراجات، قائلةً "في عام 2002، قال الأطباء بأني أعاني من مرض مناعي الذئبة الحمراء في البشرة والمفاصل والعظم ومرض مناعي يسمى متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية في الدم، ما تطلب مني عدم التعرض لأي مجهود أو ضغط عصبي إلى جانب عدم الزواج".

لم ترضخ "ولاء"، لنصيحة الطبيب المعالج لها في لندن، الذي نصحها بعدم الزواج، "قررت إني لازم اتجوز لحبي الشديد للأطفال وإني أكون أم، وبالفعل تزوجت في عام 2003، وأصبحت شبة عاجزة عن الحركة، بالإضافة لعضلات في قمة الضعف والتهالك، فضلًا عن آلام مبرحة على مدار الساعة يصحبه أرق وعدم نوم وشعور بالضعف والعجز اللامتناهي، ورُزقت بطفلين، وبدأ وزني في الازدياد متخطيًا 90 كيلو جراما، وهو ما شكل خطورة على صحتي بشكل أكبر".

"مريض الذئبة طاقته أقل من الناس العادية بنسبة 80% مثلاً، جسمه دائماً بيوجعه مش جسمه بس، ده لحمه ومفاصله وعضلاته، يعني لما يتحرك هزة الجسم نفسها موجعه جداً"، بهذه العبارة وضحت "ولاء"، المضاعفات التي حلت بها جراء مرض الذئبة الحمراء، مضيفةً" أنا كنت صغيرة 22 سنة لما اتجوزت ومكنش عندي تخيل لعواقب الأمور".

خطوات مرتبة وعلمية حاولت ولاء إسماعيل، المشي على خطاها واتباعها في تربية طفليها، قائلةً "وأنا بربي ولادي كنت دائما بحاول أني أطور نفسي وشخصيتي، ودائما ومازلت لما أعمل حاجة غلط أو الذئبة تنشط أفكر في السبب، وأفكر في طريقتي لمعالجة المشكلة ومواجهتها وليه أساساً، حطيتها في بند أنها مشكلة، وبدأت اكتشف أن من الأسباب الرئيسية للمرض، هي شخصيتنا وطريقتنا ونظرتنا للحياة".

ولاء تروي رحلتها: صاحبة الجيم طردتني قالت جاية تموت هنا

بدأت "ولاء"، في رحلة بناء جسدها ووضعت هدفا أمام نصب أعينها حتى تحققه وهو تسلق الجبال واتخذت من المغامر المصرى عمر سمره، أول مصري وأصغر عربي يصعد إلى جبل إفرست، قدوة لها، "اشتركت في جيم وواظبت على كل التمارين، كل ده وقلبي ورئتي مش سليمة، لدرجة صاحبة مكان الجيم طردتني من المكان وقالت لهم رجعولها فلوسها ده جايه تموت هنا، أصريت ورحت مكان تاني اتدرب فيه لكن كان المرة دي أنا اللي بدرب نفسي وبدأت أقرأ عن الرياضة والتغذية الصحية الخاصة بالأمراض بتاعتي".

قررت "ولاء"، تحدي الظروف بالعمل كمدربة رياضة ورقص الزومبا، الذي اتخذته كنوع من العلاج النفسي، "درست وبقيت مدربة معتمدة في 2012، وفي نفس الوقت قررت أني لازم أروح أدرس حاجة بحبها وتخليني أتعرف على ناس جديدة ونكون بنشارك بعض في عمل واحد".

بدأت "ولاء"، أخذ دورات تدريبية في التصوير الفوتوغرافي بالنزول في شوارع مصر القديمة وتصوير آثارها وجمالها، "بسبب المرض ولأني ممنوعة من التعرض للشمس والحرارة، قررت كمان أني لازم أعيش في ألمانيا عشان الجو البارد، فبدأت أتعلم ألماني مع أن الذئبة الحمراء كانت بدأت تأثر على مخي، وبقيت بنسى أنا فين في الشارع، والتركيز في أي حاجة كان بيوجع لي مخي بجد وبحس بتنميل".

من المحنة تأتي المنحة.. ولاء تغلبت على هاشيموتو بالتصوير والصحافة

مأساة أخرى كانت في انتظار "ولاء"، فبعد سنوات من المعاناة مع مرض الذئبة الحمراء، وجدت نفسها أمام مرض مناعي أخر يدعى"هاشيموتو"، هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي قد تصيب الغدة الدرقية في الجسم، في عام 2013، "أصريت على تحقيق حلمي وبدأت استكمال دراستي في 2014 حتى 2018 بمنتهى الصعوبة لغاية ما قدرت أسافر وكملت تعليم اللغة حتى انتهيت لآخر مستوى وبتفوق 99%، ودخلت الجامعة أكمل ماجستير في التصوير الفوتوغرافي وأتدربت بالعمل الصحفي في برلين".

استعانت بالطاقات الروحية الايمانية، كتخصيص ورد من القرآن واستمداد القوة النفسية، "كان عندي رفض داخلي أني استسلم، أسست جروب على الفيس بوك 2010، لدعم مرضى الذئبة الحمراء ومساعدتهم عن طريق النصح العلمي وطبيب معايا بيجاوب على أسئلتهم كلها".

واختتمت ولاء، "الأمراض المناعية اللي ربنا منحني بيها، هي اللي كانت السبب لتغيري للأحسن، ولولاها مكنتش احتملت، طورت نفسي وغيرت أسلوبي ونظرتي للحياة، حقيقي المرض بيكون نعمة كبيرة علينا وأحنا مش حاسين وبنشوف بس الجانب المظلم، المرض خلى عندي أنه مفيش مستحيل، أي حاجة أقدر اعملها واتعلمها".