كانتا في طريقهما لمحل البقالة يشتريان بعض مستلزمات المنزل والكتب المدرسية، فجأة وبدون سابق إنذار اختفت آثار قدميهما على الطريق، زينب عصام حمودة وهدير هاني حمودة، ابنتا عم يعيشان في قرية كفر أيوب التابعة لمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.

لم يعدا الابنتان إلى بيتهما منذ يوم الأحد الماضي 12 سبتمبر، الأمر الذي تسبب في إصابة والد "زينب" بوعكة صحية بالغة خضع على إثرها لعملية عاجلة وحجز في مستشفى جامعة الزقازيق، يتألم منذ غياب ابنته عنه وفقدان الأمر في عودتها بعد أن ظلت البلدة بأكملها تبحث عنهما في كل مكان، وتطبع الملصقات على المساجد والمستشفيات والمحلات وجميع الشوارع على أمل أن يصل الأهل إلى مكانهما.

 "أبوها تعبان وحالته صعبة من يوم غيابها وهو تعبان بيغسل كلى وعنده المرارة، التعب زاد عليه من ساعة ما سمع الخبر" يقولها أكرم حمودة عم الفتاتين.

يحكي أن قبل اختفاء ابنتي شقيقيه بأسبوع واحد فقط، اختفت طفلة من القرية تسبقهم في العمر ببضع سنين، ولم تعد حتى الآن أيضًا، مؤكدة أنهما خرجا لشراء بعض المستلزمات الدراسية من مكتبة قريبة من البيت، فضلًا عن شراء حلوى من "السوبر ماركت" مثل أي أطفال في عمرهما: "محدش كان يتوقع أن البنات يطلعوا من البيت ميرجعوش تاني".

لم تترك العائلة مكانًا إلا وسألت عن المفقودتين في جميع أقسام الشرطة والمستشفيات داخل محافظة الشرقية وخارجها في القاهرة والإسماعيلية وغيرها، على أمل أن يعرفوا أين ذهبا: "كل أهالي البلد طلعت دورت معانا ومسبناش خرم إبرة مدورناش فيه كأنهم فصل ملح وداب".

يستغيث العم الذي يحاول تمالك أعصابه ليطمئن على صحة شقيقه الأكبر الذي أصبح طريح الفراش حزنًا على صغيرته، متمنيًا أن يعودا الابنتان سريعًا إلى حضن أمهاتهما اللتان أصيبا بصدمة منذ يوم غيابهما: "القرية كلها حزينة وخايف على أخويا يحصله حاجة قبل ما البنت ترجع".