رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

نقلت كورونا لبناتها.. قصة كابوس الـ17 يوما لطبيبة الشرقية: متستهتروش

كتب: آية المليجى -

01:47 ص | السبت 16 مايو 2020

الطبيبة منار سامي مع ابنتها

أيام عجاف حرمت فيها من حياة طبيعة أحبتها، وفُرض عليها خلالها المكوث في غرفة العزل، خرجت من صفوف الجيش الأبيض المدافع ضد الفيروس اللعين، وتحولت لإحدى ضحاياه، لتلحق العدوى بأسرتها بالكامل، فالفيروس الهمجي لم يرحم حتى طفلتي الطبيبة منار سامي.

على مدار 17 يوما، كانوا أشبه بالكابوس المزعج، مكثت الطبيبة منار سامي، وزوجها طبيب الباطنة، وطفلتيهما، وأيضا والدة زوجها، في مستشفى العزل في الباجور بالمنوفية، لكن الحظ كان حليفهم في الرحلة المؤلمة، وكُتبت لهم النجاة من فيروس كورونا المستجد، لتغادر الأسرة جميعا مستشفى العزل، الجمعة، مودعين التجربة الأصعب في حياتهم.

من مستشفى الأحرار التعليمي بالزقازيق، حيث تعمل الطبيبة منار، التي روت ما حدث معها، حينما تعاملت مع سيدة مسنة كانت تعاني من آلام في صدرها، واستعانت "منار" بسماعتها الطبية في توقيع الكشف، وأخذت في الحديث مع السيدة عن تاريخها المرضي، وأجرت لها الأشعة المقطعية التي أشارت إلى الاشتباه بإصابة السيدة بفيروس كوورنا المستجد، بدورها أبلغت الطبيبة النائب الإداري بالمستشفى، وجرى تحويل السيدة المصابة لأحد مستشفيات العزل.

طيلة 5 أيام، التزمت "منار" بالعزل المنزلي، بأمر من إدارة المستشفى لجميع الممرضين الذين خالطوا المصابة، مرت الأيام وبدأت أعراض الفيروس الهمجي في الظهور عليها، ذهبت "منار" لمستشفى الحميات، لإجراء التحاليل وأخذ المسحة التي جاءت إيجابية لفيروس كورونا المستجد.

انتقلت "منار" لمستشفى العزل في الباجور بالمنوفية، ودعت صغيرتها، فهي أم لطفلتين 6 سنوات و4 سنوات، ورغم إعداد الزوجة الطعام لأسرتها خلال عزلها في المنزل، لم تتوقع أن تنتقل العدوى لهم.

أيام صعبة لم يفارق الخوف "طبيبة الشرقية"، قضتها في مستشفى الباجور، لكن الوجع والألم ازدادا حينما أدركت أن الأعراض بدأت في الظهور على طفلتيها، بعدما أصيب الزوج أيضا، كذبت الأم ظنونها وظلت تردد بأن ابنتيها بخير، لم يصبهما أذى، قبل أن تأتيها المكالمة في الرابعة فجرا، لتدرك إصابة طفلتيها، دخلت الأم في حالة انهيار: "فضلت أصرخ وانهرت.. والتمريض حاولوا يهدوني".

أطلقت الأم استغاثاتها رغبة في نقل طفلتيها معها إلى مستشفى الباجور، حتى تصبحان على مقربة منها وتطمئن على أحوالهما، وهو ما استجابت له بالفعل الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، لتجتمع الأسرة في مستشفى العزل: "كنت هموت من القلق والخوف لو بناتي مكنوش معايا.. اتعدوا مني، وملهمش ذنب يشوفوا اللي شافوه"

معاملة جيدة تلقتها الأسرة من الطاقم الطبي في مستشفى العزل، طيلة الـ17 يوما، حتى مغاردتهم الجمعة، على أن يستكلموا فترة الحجر في منزلهم: "النتيجة الأخيرة كانت سلبية.. خرجنا كلنا وهنكمل في البيت، وحالتنا بقت مستقرة".

"الموضوع مش هين.. إحنا شفنا الويل".. كلمات وصفت بها "منار" تجربتها المؤلمة، لتنصح المواطنين بالالتزام بالإجراءات الوقائية: "أنا بترجاكم التزموا البيوت.. بلاش عزومات ولا تجمع.. الدكاترة دول عندهم أولاد وأهل.. متوجعوش قلب الناس على ولادهم".