كتب: غادة شعبان -
02:49 ص | الخميس 27 أغسطس 2020
"الدعوة عامة للبلد كلها.. حنتي بكرة بعد صلاة العشاء في منزل رمضان عطية رزق، والفرح يوم الأربعاء في قاعة أوبن إير في الرملة، وعقبال عندكم بقى"، كانت تلك العبارة التي ودعت بها العروس إسراء محمد، ابنة محافظة القليوبية، صاحبة الـ21 ربيعًا صديقاتها والمقربين منها، حينما دونت تلك الكلمات عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، قبل زفافها الأخير إلى المقابر، صباح ليلة الحنة.
تحول الفرح إلى حزن وعويل وبكاء حزنًا على وفاة العروس إسراء، التي قد توفيت ليلة حنتها، بعد أن أنهت فرش شقة الزوجية ووضعت الحناء على جسدها، وبجوارها فستان زفافها، فبعد أن كان يتسابق الجميع لمساعدتها في إتمام اللحظات الأخيرة قبل الزفاف، تبدل الأمر للتسابق في إحضار طبيب لفحصها ومحاولة إنقاذها، حتى تحققت إرادة الله ومشيئته لتفارق العروس الحياة.
ويُقدم "هُن"، القصة الكاملة لوفاة عروس بنها، إسراء محمد، خلال السطور التالية.
"إسراء فرشت شقتها ورسمت حنتها اللي لسه مطبوعة على جسمها وملحقتش تفرح، دفناها يوم حنتها الصبح"، حسب صديقتها إسراء سامح، التي أكدت أنها خلال التجهيز لم يظهر على "إسراء" علامات مرض كما يشاع وأنها كانت في قمة سعادتها وظلت تتواصل مع صديقاتها حتى ساعات متأخرة من ليلة الحنة، تؤكد على الجميع ضرورة الحضور، وأن فرحتها لن تكتمل إلا بوجودهن.
انتهت العروس قبل أيام من زفافها، من فرش وتجهيز منزل الزوجية، والتي أغلقته قبل حنتها بعد تأكدها من أنه على أتم الاستعداد لاستقبالها بعد يومين، وذكرت صديقتها: "إسراء كتبت على الفيس قبل الوفاة بيوم إن فرحتها في حضن والدتها مش حضن جوزها".
وتضيف: "هي اللي ربت أخوها الصغير وكانت بتجيبه معاها المدرسة والدروس، ولما خلصت دبلوم صنايع من 3 سنين، قعدت عشان أخوها صغير وكانت بتاخد بالها منه".
دونت العروس إسراء قبل ساعات من رحيلها، منشورا عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تدعو من خلاله صديقاتها ومحبيها لحضور يوم حنتها وليلة زفافها، إذ قالت خلال منشورها، "الدعوة عامة للبلد كلها.. حنتي بكرة بعد صلاة العشاء في منزل رمضان عطية رزق، والفرح يوم الأربعاء في قاعة أوبن اير في الرملة، وعقبال عندكم بقى".
علامات القلق والتوتر كانت تسيطر على "إسراء"، كغيرها من الفتيات التي تسيطر عليهن قبل أيام زفافهن، حتى خلدت إلى نومها في وقت متأخر، وقبلها أخبرتهن بأنها تشعر بألم في الجهة اليسرى من الصدر ناحية القلب، فناولها شقيقها كوبًا من الماء بعد أن جلست على سريرها، وخرج ليعود لها بعد دقائق، ليجدها استسلمت للنوم مرة أخرى، بحسب خال العروس رمضان عطية.
حاولت أسرة العروس إسراء إيقاظها مرة أخرى، لكن لم تكن هناك استجابة، ليحاول الأب إيقاظها بنفسه، مرددًا، "إصحي يا عروسة.. فيه عروسة تنام يوم حنتها"، دون استجابة منها، ليتبين فقدانها للوعي.
حاولت أسرة العروس إسراء، تقديم كل الإسعافات الأولية لابنتهم ظنًا منهم أنها فاقدة للوعي، ولكن دون جدوى، وسرعان ما جرى نقلها المستشفى الجامعي، ولكن كانت إرادة الله ومشيئة فوق كل اعتبار، إذ فارقت الحياة قبل الوصول لمستشفى جامعة بنها.
وأثبتت تحريات الأجهزة الأمنية بمحافظة القليوبية، أن وفاة الفتاة "إسراء م."، قبل ساعات من زفافها، جاءت لأسباب طبيعية، نتيجة إصابتها بأزمة قلبية مفاجئة.
تحولت صفحات صديقات العروس الراحلة إلى دفتر عزاء حزنا على العروس التي كانوا ينتظرونها بالأبيض للاحتفال بزفافها، ليودعوها بالكفن بدلاً من ذلك، مؤكدين أنها كانت تتمتع بأخلاق رفيعة وأدب جم، وكانت تحظى بحب الجميع.
فرحة الجميع تبدلت فملابس صديقاتها الملونة استبدلوها بأخرى سوداء ليودعونها في زفافها الأخير إلى المقابر.
زوجها بعد ساعات من دعوة الجميع لحضور زفافه، كتب يرثي حبيبته على صفحته بـ"فيسبوك"، "عروستي في الجنة"، حتى "إسراء" نفسها التي دعت أهل بلدتها لحضور زفافها في منشور تحول لسرادق عزاء ودعوات بالرحمة والمغفرة.
طالبت أسرة العروس الراحلة إسراء محمد، بعدم نشر وتداول صورها على مواقع التواصل الاجتماعي والاكتفاء بالدعاء لها بالرحمة، وذلك من خلال منشور عبر صفحتها الشخصية تضمن التالي: "ممكن بعد إذنكم كل اللي عامل منشور لإسراء بصورتها يلغيه بعد إذنكم وادعولها بالرحمة".
كما حذفت أسرتها آخر بوست دونته الراحلة قبل يوم واحد من وفاتها عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، والتي عبرت فيه عن فرحتها باقتراب زواجها ودعت الجميع لحضور حنتها، وقالت: "الدعوة عامة لي البلد كلها حنتي بكرة بعد صلاة العشاء في منزل رمضان عطية رزق والفرح يوم الأربعاء في قاعة اوبن اير في الرملة عند بنزينة الرملة وعقبال عندكم بقى".