رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

كل ما تريد معرفته عن الوشم.. بين الحلال والحرام والأضرار الجسدية

كتب: آية أشرف -

05:42 ص | الثلاثاء 18 أغسطس 2020

الوشم

رسومات بمختلف الألوان والأحجام، تدُق بنواحي متعددة على الجسد، لم تعد مقتصرة على جسد السيدات فقط، بل باتت منتشرة بين الجنس الثاني أيضًا. 

الوشم، الذي بات موضة بين الجنسين،  يظهر بقوة خلال فصل الصيف ليلائم ملابسه، وخاصة ملابس السباحة، كما إن العديد من الفتيات تلجأ لوضعه قبل زفافهن، كنوع من التجديد. 

وخلال الأيام الماضية عاد الحديث مجددًا عن أمر الوشم، خاصة عقب وفاة الإنفلونسر مصطفى حفناوي، إذ توفى وهو محتفظ بوشم على جسده، جعل العديد يتساءل عن حكم الدين والشرع في غُسل ودفن المتوفي دون إزالته. 

وعلى الفور بدأ بعض المششاهير، وعلى رأسهن الفنانة هنا الزاهد، إعلان إزالتهم للوشم، بل وتحذير متابعيهم بشرعة إزالته حتى لا يندموا فيما بعد. 

ويرصد "هن" كل ما تريد معرفته عن الوشم. 

مخاطر الوشم 

حذر الدكتور هاني الناظر، استشاري الجلدية من الوشم موضحًا إنه عاد قديمة، لكن باتت منتشرة بين الجنسين حاليًا، قائلًا: "أنا طول عمري بحذر من الوشم".

وعدد "الناظر" خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "8 الصبح" على فضائية "dmc" مخاطر الوشم، قائًا: "الإبرة اللي بيترسم بيها بتنقل ميكروبات وفيروسات وبتعمل أمراض جلدية، غير الحساسية بسبب إننا بنحقن الجلد صبغة". 

وأشار استشاري الجلدية، إن إزالة الوشم بالليزر، أمر قد يحتاج إلى 6 جلسات بالليزر، مع العلم أن هناك رسومات تترك اثار على الجلد.

كيف يمكن إزالة الوشم؟

وفقًا لموقع get body lase يمر ضوء الليزر عبر الجلد ويستهدف الحبر الموجود في الوشم، ويتسبب الليزر في تكسير الحبر إلى جزيئات صغيرة، والتي سيقاومها جهاز المناعة في الجسم، ويقضي عليها بشكل طبيعي بمرور الوقت. 

يتم إزالة الوشوم ذات الألوان الداكنة كالأسود والأخضر، أسرع من الرسومات فاتحة اللون بالقرمزي و"البينك".

عدد الجلسات

يحتاج معظم الناس من 6 إلى 8 جلسات لإزالة الوشم تمامًا، ويمكن أن يستغرق الوشم الكبير 10 جلسات أو أكثر. 

وتختلف عدد العلاجات من شخص إلى آخر على حسب حجم الوشم والألوان المستخدمة ونوع البشرة. 

وعادة ما تستغرق الأوشام البعيدة عن القلب، مثل المرسومة أسفل الساقين أو الكاحلين، وقتا أطول للشفاء بسبب ضعف الدورة الدموية في الأطراف. 

ما حكم الوشم والتاتو؟

كان شوقي علام مفتي الديار المصرية، أكد خلال الموقع الرسمي للدار، أن ما ظهر حديثًا وعُرف باسم "التاتو" أو الوشْم المؤقَّت، والذي تستخدمه بعضُ النساء كما ورد بالسؤال للزينة: كتحديد العين بدل الكحل أو رسم الحواجب، أو عمل بعض الرسومات الظاهرية على الجلد باستخدام الصبغات التي تزول بعد فترة قصيرة من الوقت ولا يأخذ الشكل الدائم، فإنه داخلٌ تحت الزينة المأذون فيها، لا تحت الوشم المنهي عنه".

وأكمل موضحًا إجابته، "ويتمُّ عمَلُ هذا النوع من الوشم بإحدى الطريقتين: إما باستخدام أداة معينة للرسم بحيث لا يسيل معها الدم، أو يكون عن طريق لاصق يوضع على الجسم، ويكون فيه رسمة معيَّنة أو شكل معيَّن، فيُطبَع على الجلد لفترة ما، ومن ثَمَّ يزولُ مع الوقت واستعمال الماء، وهذا النوع من الزينة لا حرج فيه من حيث الأصل إذ هو أشْبَه بالاختضاب بالحناء المباح شرعًا؛ إذ إن الاختضاب بالحناء يكون فقط للطبقة الخارجية للجلد لا يتعمق إلى داخله، ويزول بعد فترة من الوقت".

وتابع: "قال الإمام المواق في "التاج والإكليل لمختصر خليل" (1/ 287، ط. دار الكتب العلمية): [ولما ذكر عياض الوعيد في الوشم قال: وهذا فيما يكون باقيًا، وأما ما لا يكون باقيًا كالكحل فلا بأسَ به للنساء] اهـ. وقال الإمام الماوردي في "الحاوي الكبير" (2/ 257، ط. دار الكتب العلمية): [وأما الوشْم بالحناء والخضاب فمباحٌ، وليس مما تناوله النهي] اهـ. وهو لا يدخل تحت الوشم المنهي عنه، الذي يتم عن طريق إحداثِ ثقْب في الجلد باستخدام إبرة معينة، فيخرج الدم ليصنع فجوة، ثم تُملَأ هذه الفجوة بمادة صبغية، فتُحدِث أشكالًا ورسوماتٍ على الجلد".

وأكمل شارحًا معنى الوشم، "قال الإمام النووي في "شرح النووي على مسلم" (14/ 106، ط. دار إحياء التراث العربي): [الوشم وهو أن تغرز إبرة أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف أو المعصم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيلَ الدم، ثم تحشو ذلك الموضعَ بالكحل أو النَّوْرَة فيخضَرُّ، وقد يفعل ذلك بداراتٍ ونقوشٍ، وقد تكثِّره وقد تقلِّله، وفاعلةُ هذا واشمة، والمفعول بها موشومة، فإن طلبت فعل ذلك فهي مستوشِمة] اهـ.

فالوشم بهذه الطريقة حرامٌ، للحديث الذي رواه الشيخانِ في "صحيحيهما" -واللفظ لمسلم- عَنْ علقمةَ عن عبد اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَال: "لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ" قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، وَكَانَتْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَأَتَتْهُ، فَقَالَتْ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَمَا لِيَ لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم؟ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ! فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]".

ووجه دلالة الحديث على حرمة الوشم: أن اللعن في الحديث لا يكون إلا على فعل يستوجب فاعلُه الذَّمَّ شرعًا، والوشم المختصُّ بالتحريم هو الوشم بالصورة المذكورة بغرز الإبَرِ كما سبق؛ فإن هذا هو الوشمُ المعروفُ في عصر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - وهو ما نص عليه جمهور الفقهاء.

حكم المتوفى بالوشم

من جانبه قال الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن "الوشم" المرسوم على الجسد حرام شرعا، لأنه ثابت.

وأكد "كريمة"، خلال تصريحه لـ "هُن": في هذه الحالة، يُغسل المتوفي ويُدفن بشكل طبيعي، دون أن يأتي طبيب لإزالته، مضيفا:"مينفعش ننتهك حُرمة الجسد، خاصة لو متوفي ونشوه جسمه، مش في إيدينا حاجة إلا إننا نستغفرله ونطلب من ربنا يرحمه ويغفرله".