رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

معالجة نفسية تقدم جلسات دعم مجانية لمصابي كورونا بأسوان "مش لوحدك"

كتب: سمر صالح -

03:36 م | الجمعة 07 أغسطس 2020

أمنية وفريق الحملة

شباب في مقتبل العمر يعانون اكتئابا حادا ورجالا بدا الشيب على ملامحهم، استسلموا جميعا لأوجاع "كورونا" الذي باغتهم وأجبرهم على التزام الفراش، دفعوا "أمنية" للتفكير في مساعدتهم للخروج من اليأس الذي تملكهم، رغم خطورة ذلك عليها.

انطلقت "أمنية" في جولات ميدانية لبيوت المصابين والمتعافين تحاورهم بلسان المعالج النفسي، تهون عليهم شعور المعاناة وإحساس الوصم المجتمعي من البعض، لا تغادرهم إلا وقد تأكدت من تحسنهم، تعدهم بالعودة لاستكمال جلسات التعافي النفسي للعودة إلى حياتهم التي كانوا عليها من قبل.

داخل غرف العزل في مستشفيات ومنازل أسوان ثمة حكايات غير الموت، نسجت أمنية عبد الحق، معالج نفسي وفريقها المساعد، خيوط الأمل من رحم المعاناة، انتشلت عشرات المرضى من أجواء كئيبة.

كانت الانطلاقة في شهر يوليو الماضي حين قررت "أمنية" دعم مصابي كورونا نفسيا بعد سماعها عن حالات متكررة وصل بها الحال إلى رفض العلاج داخل المستشفيات وعدم التواصل مع أسرهم عبر الهاتف، ليأسهم من الشفاء وشعورهم الدائم بالرفض المجتمعي، "قررت أعمل جلسات علاج نفسي لحالات العزل المنزلي المصابين أو المتعافين"، تقول أمنية في بداية حديثها لـ"الوطن".

بعد أن تتحصن جيدا بالبدلة الواقية وواقي الوجه والكمامة والقفازات، تخرج الفتاة الصعيدية، الحاصة على الماجستير في الصحة النفسية، بصحبة أحد المتعافين وأحد أئمة المساجد تطرق أبواب منازل المصابين، تحصل على أسمائهم وعناوينهم من كشوف متطوعي مبادرة أسوان ضد كورونا لدعم حالات العزل المنزلي، تبدأ بالتحدث إلى الشخص الراقد على سريره في غرفته، تجد صعوبة في البداية لإقناع البعض بالكلام، "أول حاجة بعملها بحسن رؤيته لنفسه ولحياته بأكدله إن مرضه مش نهاية الحياة" يعزز كلامها رجل الدين المتواجد معها في الجلسة يتحدث إليهم بآيات القرآن والصبر على المرض والبلاء.

العلاج في حضور رجل دين ومتعافي لنقل خبرتهم الدينية والعملية للمريض

حديث "أمنية" ورجل الدين يتخذ طابعًا واقعيا من حديث الشخص المتعافي الحاضر معهم في جلسة العلاج النفسي، والتي تتراوح مدتها من ساعة إلى ساعة ونصف حسب حالة الشخص، ينقل خبرته ورحلة علاجه إلى المريض لإقناعه بقدرته على تخطي المرض، وبحسب وصفها، بعد نجاحها في دعم الكثير من المرضى وتطور حالتهم النفسية والصحية بدأت تتلقى العديد من الرسائل على صفحتها الشخصية لأشخاص يطلبون منها الدعم النفسي لتخطي أزمة الإصابة بالفيروس.

محاولات عدة لإقناع "أمنية" الأم لثلاثة أبناء بالتراجع عن مبادرتها خوفا على حياتها فشلت في جدواها، احتسبت عملها خالصا لله، "بقول للمصابين ميخافوش من المرض، بقولهم أنا مش خايفة منكم وباجي ليكم بإرادتي".

لكونها من محافظة واقعة في صعيد مصر، حيث العادات والتقاليد التي تجبر بعض النساء على التزام المنازل، لم تخش المعالجة النفسية نظرة أحد إليها، دعمها زوجها وأفراد عائلتها، رغم خوفهم عليها، بعد أن نجحت في مساعدة العشرات على تجاوز المحنة، اعتبرت نفسها مسؤولة عن دعم أهل محافظتها لتخطي المحنة، "بقيت مبسوطة باللي بعمله وبتجاوب الناس معايا".

جلسات العلاج النفسي التي تخصصها "أمنية" لأهل أسوان لا تقتصر على المصابين فحسب، بل يعاني كثير من المتعافين إحساسا بالوصم المجتمعي يجبرهم على العزل في البيت، بما يعرف بـ"اكتئاب ما بعد الصدمة"، تسعى هي لدحض الفكرة، تساعدهم على تخطي هذا الإحساس، "بنسى تعبي لما ألاقي مريض يقولي حاسس إني كنت ميت وانتي رجعتيني للحياة"، فعزمت على ألا تترك مصابا أو متعافيا إلا وقد اطمئن قلبه.