كتب: آية المليجى -
04:53 ص | الأربعاء 15 يوليو 2020
استباح حرمة جسدها، وسار وراء رغباته الشيطانية، ربما لا تربطه صلة معرفة من قبل مع الفتاة، لكن ما سعى إليه هو إرضاء شهواته، فرسم خطته، وأصبح عليه اختيار ضحيته ليوقعها في براثن جريمته، والتعدي عليها جنسيًا محولًا حياتها لكابوس مزعج.
الاغتصاب من أكثر جرائم العنف ضد المرأة، لكن فتيات وقعن ضحايا الجريمة البشعة، وفي الوقت ذاته، ارتبطت أسمائهن في مواجهة المغتصب والإصرار على أخذ حقوقهن.
ويرصد "هن"، قصص 3 فتيات واجهن جرائم الاغتصاب بشجاعة.
في العام 2018 وقعت "أمل" ابنة الـ19 عامًا، ضحية اغتصاب، شاب قرر الانتقام منها بعدما تركت وتمت خطبتها على شخص آخر، لتشتعل الغيرة في نفسه، مقررًا الانتقام منها.
وقبل عقد قران "أمل" بقرابة الأسبوعين، أعد المتهم خطته وتمكن من مواقعة المجني عليها بالإكراه، حاولت الضحية أخذ حقها وبدأت في البحث عن الجاني، حتى حررت محضرًا بمركز شرطة أجا يحمل رقم 9103.
وفي الوقت ذاته وضعت "أمل" طفلتها التي حملت بها نتيجة الاغتصاب، وحتى الآن لم تتمكن من استخراج شهادة ميلادها: "لسة دايرة في المحاكم بعد ما رفعت قضية نسب.. مش عارفة أسجلها"، بحسب تصريحات للضحية لـ"هن".
ورغم التهديدات التي تتلقها "أمل" من أسرة المتهم إلا أنها لازالت تستكمل في قضاياها لمعاقبة المتهم وإثبات نسب طفلتها إليها.
"فرحة" أو "فتاة فرشوط" هكذا عرفت إعلاميًا، القضية التي خطفت الأنظار إليها، إذ وقعت الفتاة ضحية اغتصاب لـ3 ذئاب بشرية شرعوا في قتلها للتخلص من حياتها خشية افتضاح أمرهم، لكن مشيئة الله كانت فوق تخطيطهم الشيطاني، وذلك قبل قرابة العامين
الكارثة التي انتابت "فرحة" لم تقف عند حد الاغتصاب، فالصدمة حينما ذهبت برفقة محاميها في أولى جلسات قضيتها المنظورة أمام محكمة جنايات نجع حمادي، يوم 15 ديسمبر من العام الماضي، لترى توكيلا من والدها في يد محامي المتهمين، يعلن من خلاله التنازل عن حقها: "حسيت بصدمة.. حسيت أن حقي كله راح"، وذلك بحسب تصريحها لـ"هن".
ذهول وصدمة ثم انهيار مشاعر مضطربة انتابت الضحية، ابنة الـ17 عامًا، فالأب الذي قرر مغادرتهم قبل 12 عامًا، وتركها طفلة صغيرة عمرها آنذاك لم يتعدَ الـ3 أعوام، وشقيقتها الرضيعة وقتها، ظهر في صورة متخاذلة: "معرفش حاجة عن أبويا من 12 سنة.. سابنا ومشي".
العلاقة بين "فرحة" ووالدها لم تكن في مسارها الطبيعي: "أبويا بالاسم فقط" وحينما علمت بتنازله عن حقها، أصابها الانهيار في الجلسة لتصر على أخذ حقها واستكمال إجراءاتها: "فضلت أقول أنا معرفش عنه حاجة.. وعاوزة حقي".
لم يهدأ حال "فرحة" إلا حينما رفض القاضي التنازل، وجعل منها وكيلة نفسها، الأمل الذي عاد إليها من جديد، لكن الضغوط والتهديدات من أسرة المتهمين ما زالت تطاردها، ولازالت القضية المنظورة في محكمة جنايات نجع حمادي، ولازالت الفتاة تقف في وجه مغتصبيها.
فتاة العياط من القضايا التي أثارت وقتها الكثير من الجدل، بين اتهام "أميرة" بالقتل ودفاعها عن النفس للنجاة من براثن الاغتصاب، ففي يوليو من العام الماضي، سلمت الفتاة نفسها لأفراد قسم شرطة العياط، إذ دخلت عليهم وملابسها ملطخة بالدماء، وتحمل سكينًا، وتبلغهم بأنها قتلت سائق سيارة ميكروباص حاول الاعتداء عليها قائلة: "قتلت سواق كان عايز يعتدي عليا".
وقررت النيابة العامة وقتها حبس فتاة الشرف في العياط 4 أيام على ذمة التحقيقات بعدما نسبت النيابة إليها تهمة القتل العمد لشاب حاول اغتصابها، وعلى مدار 3 أشهر ظلت الفتاة خلف القضبان.
وظلت هكذا حتى أثبت الطب الشرعي والتحريات أقوال الفتاة، وصدر قرار بإخلاء سبيلها ولم تستأنف النيابة العامة على قرار إخلاء سبيل "أميرة"، المعروفة إعلاميًا بـ"فتاة العياط"، على ذمة اتهامها بقتل سائق حاول الاعتداء جنسيا عليها.