بصوت أجش وعينين لامعتين لا تكفان عن البكاء، ونبرة حادة، ألقت الشاعرة الفلسطينية ميس عبدالهادي، مرتدية "تيشرتا" مطبوعا عليه عبارة "في حب مصر"، قصيدة ملحمة "خير أجناد الأرض"، بصوت عذب يدمي القلوب، ونبرة حادة حماسية، لتروى قصة أبطال الجيش المصري العظيم، بقيادة البطل الشهيد أحمد منسي الذي سطر وكتيبته ملحمة تاريخية، لن ينساها أحد على مر التاريخ، ضد العدو الإرهابي الجاثم، على أرض سيناء الحبيبة قبل ثلاث سنوات.

القصيدة لقت أصداء واسعة في الشارع المصري، حيث تغنى بها رجال الجيش المصري وأبناؤه، خاصة أنها صادقة، حيث ألقتها الطفلة الفلسطينية بنبرة حماسية، أدمت قلوب كل من سمعها.

"الوطن" تواصلت مع الشاعرة ميس عبدالهادي، التي لم يتخطى عمرها الثانية عشر عاما، ابنة قطاع غزة بدولة فلسطين، لتروي لنا تفاصيل كتابة وإلقاء قصيدة ملحمة "خير أجناد الأرض"، فتقول الطالبة بالصف السابع، "بدأت إلقاء الشعر، وأنا في مرحلة رياض الأطفال".

وأضافت: "قررت إلقاء تلك القصيدة، بعد متابعتي لمسلسل الاختيار المصري، الذي كنت حريصة على متابعته أنا والأسرة منذ الحلقة الأولى وتأثرت كثيرا بأحداثه وقررت إلقاء القصيدة بعد الحلقة الثامنة والعشرين يوم استشهاد البطل أحمد منسي وأفراد كتيبته في ملحمة تاريخية لن ينساها أحد على مر التاريخ حيث كتب القصيدة شاعر أردني وساعدتني والدتي كثيرا فيها".

وتوضح "ميس": "تأثرت كثيرا بشخصية منسي إنسانيته وطيبته مع الجميع، وعلاقته المتينة بوالده، وحب الناس له، ولم أكن أتوقع أن تلقى القصيدة كل هذا الاستحسان، وسعيدة جدا بردود فعل الشعب المصري، متابعة بالتأكيد سأعمل مستقبلا قصائد عن مصر بلدنا الثاني"، مشيرة إلى مشاركة شقيقها وسيم، البالغ 19 عاما لها في القصيدة، حيث حكى الموال، "كما ساعدتني والدتي وأصدقائنا من مصر كثيرا، لتخرج القصيدة بتلك الصورة، حيث كان لماما دور كبير في نجاح الكليب".

ووجهت الطالبة الفلسطينية رسالتها للشعب المصري قائلة: "غمرتوني بحبكم وتشجيعكم، وحابة أقولكم الفلسطينيين بيحبوكم كتيير واحنا شعب واحد وأخوة في العروبة والدم، وربنا يحفظ بلدي وبلدكم يارب، وبتمنى تظل مصر داعمة للقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني كما كانت ولا زالت".

وقالت: "وصلت لى الكثير من رسائل التشجيع والمحبة من أبناء مصر، عقب إذاعة القصيدة، حيث كان لها تأثير إيجابي بالغ، وقربت الشعب المصري والفلسطيني كثيرا، فنحن أشقاء وأخوة مهما صار، وربنا يديم المحبة دائما".

وتوجهت "ميس" بالدعاء لأفراد الجيش المصري: "ربنا يحفظكم ويبارك فيكم، وتظلوا سندا لنا وللأمة العربية أجمع"، مشيرة إلى إلقائها من قبل قصائد وطنية وثورية عن فلسطين بلدها.

وتتابع "ميس": "سبق وفزت في مسابقة شعرية في مصر، وحصلت على المركز الأول محليا والثاني عالميا، في مسابقة مواهب ومبدعين، التي شارك فيها شعراء على مستوى العالم، وكذلك شقيقي وشقيقتي، والمفترض كنت سأشارك في مسابقة شعرية في مصر، لكن تم تأجيلها بسبب الإجراءات المتخذة بسبب فيروس كورونا، ومثلت فلسطين في مهرجان للشعر بتونس، وتم اختياري متحدثة باسم فلسطين في اتحاد الشعراء الدولي لشعراء السلام والحرية، وكرمت من الرئاسة الفلسطينية".

ميس شاعرة فلسطينية نابغة، نابضة بقلب العروبة، لها شقيقها وسيم وشقيقتها سبيل، حيث تقوم ميس بالغناء الوطني، وكتابة وإلقاء الشعر الوطني، ويلقى شقيقاها المواويل.