أمام إحدى مدارس الثانوية العامة للفتيات، خلال ماراثون الامتحانات العصيبة، التي ظلت ومازالت كعنق الزجاجة للكثير والكثير، جلس الأب الذي حمل من العالم حنيته وطيبته على قدميه، راكعا أمام ابنته، لربط حذاءها.

مشاعر الأبوة لا يوقفها موقف أو خجل، ولا يعرقلها الناس، فأمام الجميع، انحنى الأب الذي يدعى أحمد صالح، من أجل ابنته، الطالبة بالثانوية العامة.

لقطة ثمينة وغالية، رصدها المصور محمد لطفي بعدسته، باتت تضج مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنه جسد دور الأب بلقطة بمجرد ضغطه على زر الكاميرا.

كواليس رصدها مصور اللقطة، لـ"هن" قائلا: "اليوم كان عادي الجو كان فيه حر جدا، وحرفيا آخر اليوم، كلنا كنا  ميتين من الحر سواء الطلبة ولا الأهالي ولا المصورين".

وتابع "لطفي": "مع خروج الطلبة حاولت أشوف حتة ضلة، وهناك كان الأب واقف أول ماشاف بنته اللي آثار الحر والجهود باين عليها، بعد ما خلصت امتحان الأحياء، نزل على طول على الرصيف يربط ليها جزمتها".

واستطرد: "الحالة كانت حلوة أوي، خصوصا أن البنت ملامحها بتقول إنها متعودة على أفعاله دي، لكنها كانت حابة تساعده برده، وهو بيعمل ده بكل رضا".

وقال أحمد صالح، مهندس الديكور، ووالد الطالبة سارة، صاحبة الصورة، إنه أب مثل كل أب يحب أولاده ويسعى دائما أن يراهم في نجاح.

وأضاف" صالح" خلال مداخلته مع الإعلامي أحمد فايق، مقدم برنامج مصر تستطيع المذاع على قناة dmc، أن الصورة تم التقاطها له مؤخرا، بعد انتهاء ابنته من امتحان مادة الأحياء، قائلاً: "يوميا بوصل ابنتي إلى المدرسة، إلا أن هذا اليوم كانت مرهقة للغاية من المذاكرة والسهر لتحصيل الدراسة، ولم ارغب في العودة للمنزل  زي كل يوم بعد الامتحان، لأن اليوم ده كانت تعبانة ووجدت رباط الحذاء الخاص بها غير مربوط وخوفاً عليها من اللي بيحصل من فيروس كورونا، نزلت أربطه لها، بالرغم من أنها رفضت ذلك".