رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ابن يقبل قدم والدته ورجل يفضل زوجته عن نفسه.. حكايات الوفاء بين مرضى كورونا وذويهم

كتب: آية المليجى -

07:06 ص | الخميس 25 يونيو 2020

مرضى فيروس كورونا المستجد

بين أسّرة مرضى ارتفعت همساتهم لله طلبًا للشفاء من فيروس لعين، أصابهم على حين غفلة، يسير الأطباء بين عنابر مستشفى العزل، لمراعاة مرضى فيروس كورونا المستجد، لكن مشاهد إنسانية استوقفت أقدامهم، فساروا وراء مشاعرهم، وسالت دموعهم أمام بكاء ونحيب المرضى، ووفاء ذويهم، فالحب والخوف على حياة مرضاهم، كان أقوى من الخوف من الإصابة بالفيروس المميت.  

من مستشفى الأحرار التعليمي بالزقازيق، حيث تعمل منار سامي، طبية الباطنة ضمن صفوف الجيش الأبيض، تستقبل الحالات المشابهة لمرضى فيروس كورونا المستجد، فعلى مدار اليوم تتعامل مع عشرات المرضى، ترى في أعينهم نظرات الفزع والخوف، متسائلين عن إمكانية العودة للحياة من جديد.

مواقف إنسانية كثيرًا تراها "منار" بين المرضى ووفاء ذويهم: "من كتر ما شفت مواقف.. مبقتش قادرة افتكر.. كل يوم بيعدي عليا كتير"، لكن يبقى موقف بكاء عشريني كالأطفال على إصابة والده المسن، من أكثر المواقف التي لم تذهب عن بال الطبيبة "منار".

فتروي "منار" لـ"هن"، واصفة حال المصاب الخمسيني الذي عانى من انخفاض نسبة الأوكسجين من جسده، رافقه ابنه العشريني الذي ظل يبكي كطفل يحتاج مراعاة والدته: "يمكن دا أكتر موقف مش قادرة أنساها.. الولد كان بيعيط بشكل غريب".

أسئلة كثيرة بات يلقيها الشاب العشريني للطبيبة "منار" بلهفة وخوف على حياة والده: "فضل يسألني يقولي طب هيعيش.. طب هيخف.. وفعلًا كان قاعد تحت رجله مرضاش يسيبه.. غير لما وفرنا لوالده سرير ودخل".

مواقف الوفاء تتكرر مع الطبيبة أسماء النمر، أخصائي أمراض الصدر والدرن في مستشفى الصدر، التي تراها مرارًا بين المرضى وأحاديث ذويهم، فتتذكر "النمر"، خلال حديثها لـ"هن"، عن الرجل المسن الذي بات يترجاها، بأن يأتوا بزوجته المريضة التي تمكث في البيت، إلى المستشفى بدلًا منه.

وفي موقف آخر، رأته حينما كانت تمر بين المرضى المحجوزين، لترى شاب يجلس تحت قدم والدته يقبلها ويترجى من الله شفائها، لتخبر الأم الأربعينية بنفس متهدج: "لقتها بتقولي أن الولد دا كان مطلع عينها دايمًا ومكنتش شايفة أنه فيه رجا.. ولما تعبت لقيت أن ابنها دا هو اللي تحت رجلها".