صنع الطفل اليمني محمد، وهو نازح حاليا مع أسرته بمحافظة مأرب (شرقي اليمن) بسبب الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر العام 2014، نظارة طبية بنفسه ولنفسه من الحديد البالي، نظارة فقيرة للغاية ولكن يبدو أن معناها إنساني أكثر منه مادي.

فقد عرضت تلك النظارة في مزاد علني على الإنترنت للبيع، كي يشتري الطفل اليمني بالمقابل المادي لها كسوة العيد له ولاثنين من أصدقائه، وكانت المفاجأة إنه بمجرد عرض النظارة للبيع وخلال 27 ساعة، استطاعت أن تجني 2.5 مليون ريال يمني وهو ما يعادل 4 آلاف دولار أمريكي.

في البداية كانت تلك فكرة المصور الصحفي اليمني عبدالله الجرادي، الذي أعلن مساء الاثنين عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بدء المزاد العلني الخاص بنظارة الطفل محمد حيث كتب، "الطفل محمد، نازح بسبب الحرب، التقيناه اليوم وأهدانا أغلى ما يفخر به أمام أصدقائه، وهي (النظارة) التي صنعها بيديه، مقابل أن نصوره".

  وأوضح أنه بمقابل ثمن النظارة سيستطيع الطفل محمد وأسرته و2 من أصدقائه من شراء ملابس العيد، ولكن بالمبلغ الذي حققته النظارة، سيشتري كل أطفال مخيم النازحين، الذين يصل عددهم إلى 200 طفل على الأقل، كسوة العيد وليس الطفل محمد وأصدقائه وحسب.

وجمعت النظارة كل هذا المبلغ، بالإضافة إلى التبرعات الشخصية من آخرين، فقد لاقت المبادرة ترحيبا واسعا على "السوشيال ميديا"، كما انتشرت صور الطفل على نطاق واسع وتحولت إلى مبادرة إنسانية، حيث كتب الصحفي مساء الثلاثاء، "سعر النظارة في المزاد وصل إلى 2.5 مليون ريال يمني، حيث تم شراؤها من قبل مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) الأستاذ أسامة القصيبي، بخلاف التبرعات الشخصية"، وسيتم شراء ملابس لأطفال مخيم آخر في حالة زادت الفلوس.