رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

في ذكرى وفاة "أم الأطباء".. من هي زهيرة عابدين؟

كتب: هبة وهدان -

12:56 ص | الأربعاء 06 مايو 2020

الدكتورة زهيرة عابدين

يشيد العالم خلال تلك الأيام بالجيوش البيضاء التي تحارب فيروس كورونا في كافة بقاع العالم، وهو ما يتزامن مع ذكرى وفاة زهيرة أمين والتي لقبت بـ "أم الأطباء"، والتي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 6 مايو من عام 2002.

قالت عنها الصحف الغربية العالمية إنها "نموذج لامرأة قلما تستطيع امرأة أخرى محاكاتها في سيرة حياتها المليئة بأعمال الخير، لأن ما قامت به هذه السيدة في حياتها يقترب من مرتبة الأسطورة".

ووهبت زهيرة عابدين، التي ولدت في 17 يونيو عام 1917، حياتها وجهدها ومالها لخدمة المجتمع خلال القرن الماضي، فهي تنتمي لأسرة أرستقراطية محافظة، وكان أبوها عضوًا في البرلمان، وحفظت القرآن الكريم في صغرها والتحقت بإحدى المدارس التبشيرية ثم التحقت بعد ذلك بـمدرسة السنية.

حصلت "عابدين"، على الثانوية عام 1936، وكانت الأولى على مستوى القطر المصري، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات، والتحقت بكلية الطب، وكانت أول طبيبة يسمح بتعيينها في هيئة التدريس بالجامعات المصرية بعد عودتها من إنجلترا سنة 1949، بعد نجاحها في اجتياز امتحان الزمالة بالجمعية الطبية بإنجلترا، وهي أول طبيبة عربية تحصل على هذه الشهادة، كما كانت أول طبيبة عربية تحصل على درجة كلية الأطباء الملكية بلندن.

تخصصت الدكتورة زهيرة، في طب الأطفال والروماتيزم، وقدمت الكثير في مجالات الأبحاث والجهود العلمية والخدمات العامة.

كما أنشأت الدكتورة زهيرة عابدين، تخصص قلب الأطفال بعيادات خاصة للتشخيص والمتابعة، حيث لم تكن التخصصات الفرعية الدقيقة في طب الأطفال قد عرفت بعد، وهي أول من جعل للطب الاجتماعي مفهومًا، فهى رائدة الطب الاجتماعى بمصر، حيث اشتركت مع الأجهزة المختصة في محاربة مرض روماتيزم  القلب.

منحتها جامعة القاهرة لقب أستاذ كرسي طب المجتمع، وذلك على إثر جهودها الطبية والمجتمعية المتمثلة في تأسيس جمعية أصدقاء مرضى روماتزم القلب عام 1957، ومن خلال هذه الجمعية أنشأت عدة مشروعات منها: مركز القلب والروماتيزم بالهرم وأسست فروع له ملحقة بالجامعة الإقليمية بكل من أسيوط وطنطا والزقازيق والمنصورة والإسكندرية.

وقامت "زهيرة"، بحملة واسعة النطاق على مستوى الجمهورية بالاشتراك مع وزارة الصحة لمكافحة مرض روماتيزم القلب، أسفرت هذه الحملة خلال عشرين عامًا عن انخفاض نسبة حالات القلب شديدة الوطأة في مصر من أكثر من 50% إلى 14%، ثم إلى 4% ثم إلى 2%، وهو إنجاز نال تقدير العالم أجمع، وعندما وجدت أن علاج الأطفال يستلزم وجودهم لفترات طويلة أقامت لهم مدرسة ابتدائية ملحقة بالمستشفى.

أنشات زهيرة عابدين، معهد صحة الطفل بالدقي، بهدف رعاية الطفولة ووقايتها من أمراض ما قبل سن الرابعة، وعلى رأسها أمراض سوء التغذية والنزلات المعوية والجفاف الشائعة بين المعوزين من أبناء الوطن.

وبلغ مجمل أبحاثها 120بحثا نشرت في مجلات علمية متخصصة عالمية، وكانت الطبيبة الوحيدة عالميا التي حصلت على الدكتوراة الفخرية من جامعة أدنبرة عام  1980، وأسست أول كلية لطب البنات في الإمارات عام 1986، ووضعت مناهجها وعكفت على إدارتها لمدة 7 أعوام، وساهمت في إنشاء جمعية الشابات المسلمات بالقاهرة، وتولت رئاستها، وأقامت وقفا لتعليم مسلمي البوسنة.

أنشأت منذ سنة 1962 دورًا للطلبة الجامعيين المعوزين والمغتربين وأخرى للطالبات الجامعيات المغتربات من خارج القاهرة، و خصصت وقفًا من مالها الخاص لإعانة الأرامل المعيلات.

نهضت بجمعية الشابات المسلمات بتكليف من وزيرة الشؤون الاجتماعية فأقالتها من عثرتها وأسست من خلالها دار الحسين أمام جامعة الأزهر لخدمة أهالي الحي حيث احتوت على دار حضانة ومشغل لتعليم الفتيات بالحي مهن التفصيل والتطريز، وأنشات دارا للطالبات المغتربات وعيادة طبية، وأسست دار ضيافة للمسنات ولرعاية الأرامل ودار للأطفال الأيتام، كما أسست مدارس الطلائع الاسلامية وهي باكورة المدارس الاسلامية في مصر والتي هدفت من خلالها لتقديم مستوى راق من التعليم مع التركيز على الدين والأخلاق.

نالت زهيرة عابدين، الدكتوراة الفخرية في العلوم الطبية من جامعة أدنبره بإنجلترا عام 1980، وكانت أول مسلمة عربية تمنح جائزة اليزابيث نورجال العالمية للمرأة والخدمات الاجتماعية من ألمانيا عام .1991

منحتها مصر وسام الدولة الذهبي تقديرا لمكانتها العلمية، وخدماتها التطوعية للمجتمع، وقدمه لها الرئيس السادات.

منحتها نقابة الأطباء لقب "أم الأطباء" عام 1990.

تم إنشاء قسم وكرسي أكاديمي لدراسات المرأة باسم العالمة المصرية زهيرة عابدين بأكاديمية العلوم الإسلامية والاجتماعية بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة .

تزوجت زهيرة من  الدكتور محمد عبدالمنعم أبو الفضل، أستاذ التحاليل الطبية وزميلها في الدراسة بكلية الطب، ورزقت الدكتورة زهيرة بأربعة أبناء حصلوا جميعهم على درجة الدكتوراه في تخصصات مختلفة، وتمثل دكتورة زهيرة التي خرجت للحياة العامة من أوسع أبوابها مع حرصها على أولوياتها الأسرية، نموذجًا متوازنًا ومشرفاً للمرأة.

أخيرا كانت الدكتورة زهيرة ملهمة ليس فقط من خلال شخصيتها المتميزة ولكن بالدور الأسري الذي لعبه كل من والدها وزوجها في هذا النجاح، فقد قدمت عملياً صورة مشرقة لنجاح أمرأة عصرية في إطار أسري داعم لها، فلم تجد "زهيرة" مشاكل مع الأب أو الزوج، تلك المشاكل التي كان يمكن أن تعيق عطائها وتطورها العلمي والإنساني في المجتمع.

الكلمات الدالة