رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

عقب أزمة درة مع الممرضات.. ملائكة "آخر الليل": "نظرة المجتمع بتدبحنا"

كتب: آية أشرف - هبة وهدان -

02:09 ص | الأربعاء 22 أبريل 2020

أزمة الممرضات

رغم رفعه من دور العرض، إلا أن عرضه على منصات "السوشيال ميديا" جلب الكثير من الانتقادات للفنانة درة بسبب دورها في فيلم "يوم وليلة" والتي جسدت فيه دور "ممرضة" لا تتمتع بالسلوك أو الخُلق الحسن، وسرعان ما بدأت العاملات بمجال التمريض يعبرن عن غضبهن ضد الفنانة التونسية بسبب دورها، وضد الفيلم ذاته. 

ممرضة من طبقة فقيرة، مُطلقة تقوم بأعمال منافية للأداب، كان الدور الذي وضع الفنانة في مرمى الانتقادات، والتي خرجت بعدها ترد إنها "تُمثل جزءا من الانحراف السلوكي لبعض الأشخاص، ولم تُسيء للمهنة ذاتها". 

"درة" ليست وحدها من استخدمت مهنة التمريض لتلائم دراميا شخصية البطلة سيئة السمعة، فسبقتها الفنانة روبي، التي لعبت دور "ناهد" في الحرامي والعبيط، والتي كانت تعمل "ممرضة" وتساعد في سرقة الأعضاء، حتى بات الفيلم حينها محل انتقاد واسع. 

"هي دي بوثي.. هي دي ملاك الرحمة"، صدمة الفنان أحمد أدم، في أحد مشاهد "صباحو كذب" ذلك الشاب الكفيف الذي تعرف على راقصة، أدت دورها أميرة فتحي، ادعت حينها أنها تعمل ممرضة لتبرر عملها حتى ساعات متأخرة من الليل، من ضمن أعمال درامية كثيرة رسخت صورة سيئة للممرضة ومهنة التمريض، تعامل معها المجتمع كدستور غير قابل للتعديل.

"هن"، التقت صاحبات الشأن ليتحدثن عن معاناتهن مع تلك الصورة التي وجدن أنفسهن فيها، حتى كادت تقضي على أحلامهن وحياتهن الخاصة، حيث يسلط الضوء على ممرضات ظلمتهن النظرات الاجتماعية. 

حنان: سبنا البلد بسبب إني ممرضة وأهلي ماستحملوش كلام الناس

تلك الصورة التي انتشرت عن سلوك الممرضات، كانت أجد أسباب معاناة "حنان. م" 40 عاما، التي ظلت تحارب أهلها أكثر من عشرين عاما، بعدما صارحتهم برغبتها في ترك الريف، ودراسة التمريض بالعاصمة.

"في الفلاحين عندنا الممرضة دي مهنة سيئة السمعة، وده كان سبب أن أمي وأبويا يسحبوا ورقي من المدرسة اللي قدمت فيها بسبب كلام الناس".

تابعت السيدة الأربعينية، التي أصبحت مشرفة عامة حاليا على فريق من الممرضات: "فضلت كتير أحارب الفكرة دي، ورجعت قدمت ورقي تاني، لكن كلام الناس في البلد وقتها ماكنتش بسلم منه، لا أنا ولا أهلي، لحد ما قررنا نيجي القاهرة نستقر فيها".

تضيف "حنان"، خلال حديثها لـ"هن": "فاهمين إن الممرضة طالما بتبات برة، ولا بتتأخر في المستشفى، إنها على علاقة بالدكتور، وفيه اللي كان بيقول بيلبسوا قصير ويباتوا في المستشفيات مع الدكاترة".

واستطردت: "أكتر الحاجات اللي كانت بتتقال علينا وعلى مهنتنا في البلد: تلاقيها بتسكت أهلها بالفلوس اللي بتاخدها وتعمل اللي هي عاوزاه لما تبات برة".

واختتمت السيدة الأربعينية: "الوضع دلوقتي اختلف شوية عن زمان، ومستشفيات التمريض أغلبها نظام وانضباط، والناس بقى عندها وعي، ومش مسلمة دماغها للتلفزيون، وبقي فيه أهالي بتفضل مدارس وكليات التمريض عن الثانوية العامة أو الكليات التانية وبتبص لمستقبلها".

خبطتين في "الكاب الأبيض".. سلوى: التمريض أقصر طريق للعنوسة

يبدو أن وصف "ملاك الرحمة"، عفا عليه الزمن، فرغم أن "سلوى. ع." الممرضة بأحد المستشفيات الخاصة، تداوي جراح مرضاها وتسهر إلى جوارهم، الا أنها لم تسلم من توصيف المجتمع لها كصاحبة مهنة سيئة السمعة، كونها تعود في ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي دفع البعض من جيرانها يشير إليها بالبنان "بتشتغل شغلانة بطالة".

"سلوى"، التي اختارت مهنة التمريض عن قناعة، باتت تكفر بها بعد 7 سنوات من العمل، خاصة أنها تنتمي لمنطقة شعبية لا تعرف المعنى السامي للمهنة، وينظرن إليها على أنها سهلة المنال، حسب وصف الشابة الثلاثينية.

رغم أن الفتاة تجاوز عمرها الـ 36 عاما، إلا أنها لم تستطع تكوين أسرة، وهو الأمر الغريب للغاية على بنات المنطقة الشعبية التي تنتمي إليها، وأنها قبل شهرين فقط قُرأت فتحتها على رجل يكبرها بفارق سن كبير: "لما اعترضت على سنه أمي قالتلي اللي مبيشوفش من الغربال يبقى أعمى، وكل اللي اتقدمولك عاوزينك تسيبي الشغل".

تستكمل الممرضة الثلاثينية: "أنا وغيري بنشتغل مهن محترمة، بس المجتمع بيشوهها، ولذلك المهن دي أقصر طريق للعنوسة"، بحزن قالتها الشابة الثلاثينية.

محاولات "سلوى"، لتغيير نظرة أهل منطقتها لم تأتي ثمارها، إلا أن الطامة الكبرى التي واجهتها أن بعض أهالي المرضى الذين تقضي ساعات الليل لرعايتهم أيضا يتعاملون معها على أنها "سلعة رخيصة" حسب وصفها، إذ أن بعضهم يتحرش بها، وإن رفضت عرضه يتطاول عليها.

أزمة الممرضة لم تكن في النظرة المأخوذة عن المهنة التي تمتهنها، بل إن البعض يستغل مهنتها في تلويث سمعتها، وأنها تسمع قصصا عن نفسها لا تعرف عنها شيئا: "امنعوا مهنة التمريض لو مش عاجبة الناس، لكن إحنا محتاجين توعية والله بأهمية المهن اللي زي دي، حرام، إحنا ملقيناش شغل تاني وقلنا لأ.. إحنا مش بنات ليل".

درة ترد عل الانتقادات الموجهة لها

قالت الفنانة درة، إن مبررات غضب العاملين، وتحديدًا الممرضات، في المنظومة الطبية تجاه فيلم "يوم وليلة"، له كل التقدير والاحترام، مؤكدة: "الممرضات فوق راسي، ومقدرش أزعلكم، أنا كنت بمثل، مش بعبر عن رأيي، لأن دورهم مهم جدًا من زمان قبل أزمة كورونا، وهم الجيش الأبيض وملائكة الرحمة".

وتابعت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "التاسعة"، الذى يقدمه الإعلامي وائل الإبراشى، عبر القناة الأولى المصرية، أن الفيلم جرى تصويره منذ سنتين، كما أنها لم تكتب السيناريو الخاص بالفيلم: "أنا بشخص شخصيات وهي من وحي خيال المؤلف، وهو المؤلف يحيى فكري، والفيلم عُرض منذ أشهر في السينما، ثم جرى تحميله على موقع الإنترنت، لذلك انتبه الناس له في هذا الوقت".

وأردفت أن بعض الأعمال الفنية احتوت على شخصيات جسدت دور أطباء يتاجرون في الأعضاء، وهو ما يسيء لمهنة الطب: "لازم نشيل من دماغنا فكرة التعميم، وكنت طالعة دكتورة حنينة ومثالية ومثقفة في مسلسل لحظات حرجة، وفي المسلسل ده فيه ممرضة وحشة، وممرضة كويسة بترفض إنها تسرق الدواء وإحنا مش مسؤولين عن توقيت نزوله على يوتيوب".