رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

(بروفايل) عزة العشماوي.. إنجازات وصراع سري ورحيل صادم

كتب: يسرا محمود -

04:47 ص | الجمعة 17 أبريل 2020

عزة العشماوي

ملامحها الشرقية تداعبها خطوط رفيعة من التجاعيد، فتزيد من حُسن ابتسامها وصفائها، إلا أن نظراتها الثاقبة من عينيها الواسعتين، تدل على جديتها وتفكيرها المتزن وثِقل أعبائها، منشغلة بقضايا الطفل والمرأة، ساعية لرفع المظالم وإرجاع الحقوق لأصحابها، حتى رحلت في صمت مفاجئ مساء أمس بعد "صراع سري" مع مرض السرطان.

"عزة محمد سعيد العشماوي"، ذلك الاسم المميز بين النسويات والحقوقيات، الذي دونته الراحلة على مدار مشوار طويل من الكفاح والإنجازات المهنية المؤثرة فيما يخص "الأمومة والطفولة"، بدايةً من تميزها في ملف الإتجار بالأطفال، المتسبب في اختيارها رئيس وحدة مكافحة تلك الجريمة، مرورا بتعيينها نائب رئيس اللجنة الأفريقية لخبراء حقوق الطفل بالاتحاد الأفريقي، وحتى عضو لجنة الخمسين لإعداد الدستور المصري.

"المسيرة المشرفة" دفعت وزارة الصحة والسكان، بتكليفها أمينا عاما للمجلس القومي للطفولة والأمومة مرتين، لتمسك "عزة" بزمام الأمور بحزم، غير متهاودة في حق الأطفال المصريين داخل حدود وطنها وخارجها، متعاونةَ مع وزارات ومؤسسات محلية ودولية كـ"يونسيف" لخدمة الصغار والأمهات، مطلقة عدد مبادرات، من بينها حملة "بالهداوة مش بالقساوة" لحمايتهم من العنف، و"أولادنا" لتعزيز التربية الإيجابية، و"أنا ضد التنمر" لمنع السخرية.

مهام "العشماوي" لم تنتهِ عند إطلاق بيانات رسمية وحملات توعوية، لتمدد إلى التدخل الفوري عند علمها بالتعدى على حقوق الأطفال، كعرضهم للبيع وختان الإناث، فضلا عن زواج القاصرات، والتحرش الجنسي والاغتصاب، لتمد يد العون للمحتاج، وتضع المذنب تحت طائلة القانون.   

انشغالها الدائم، وعدم التهاون في عملها، إلا أنها لم تقصر مع نجليها، وحفيدتها التي لم تكمل عامها الثاني، لتشاركهم اهتماماتهم وطموحاتهم، بالرغم من الظهور العائلي المحدود، إلا أنها أطلت مع ابنها مصطفى مجاور في جلسة تصوير، لصالح مصممة الإكسسوارت عزة فهمي، متحدثة بفخر عنه، ووصفته بـ"الشاب المميز"، قائلة: "يملأ حياتي بفرح، أتعلم منه كيف أحب الحياة وكيف أرى الجانب الجميل من الأشياء".

إتقانها الدائم لعملها، ومتابعتها بنهم لأدق تفاصيل المجلس، لم تجعل المقربين يلاحظون وهنها، الناتج عن مقاومتها "غير المعلنة" لمرض سرطان البنكرياس، لتشدد عليها أوجاع الورم الخبيث مسببا في حجزها بالمشفى منذ أسبوعين، وإجرائها لعملية جراحية شديدة الخطورة، تسبب في تدهور حالتها الصحية ووفاتها، في رحيل صادم للجميع، وسط دعوات من محبيها والناجين من المخاطر بفضل جهودها.