مع اقتراب حلول شهر رمضان، تتجدد التساؤلات حول ضوابط صلاة التراويح، في ظل منع تأديتها في المساجد، خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي يمكن التنقل سريعا في التجمعات.

أزهري: الرسول صلى التراويح مفرده

وبدوره، شرح الدكتور يسري عزام، الأزهري وإمام بوزارة الأوقاف لـ"هن"، كل ما يتعلق بصلاة التراويح، قائلا: إنها إحدى أنواع قيام الليل، تؤدى بين صلاة العشاء وأذان الفجر في جماعة أو دونها، موضحا أنه يفضل للمرأة، صلاتها في المنزل عن المسجد، مشددا على ضرورة الامثتال لما أقرته الدولة المصرية، بمنع التجمعات في الجوامع.

وأضاف عزام، أنه ورد عن الرسول، أنه كان يصلي "التراويح" بمفرده، خوفا من أن تُفرض على المسلمين، فيثقل عليهم الأمر، مستشهدا بالحديث الشريف: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أن يأمرَهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه".

وفي سياق متصل، أوضح الأزهري، أن الخليفة عمر بن الخطاب طلب من أبي بن كعب أن يصلي التراويح جماعة بالمسلمين، وهذا لا يُعد بدعة أو مخالفة لسنة الرسول، إعمالا بالحديث الشريف: "إنه من يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجز، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة".

وأشار إلى أن صلاة التراويح، تؤدى بركعتين كحد أدنى، وفي حالة الاستزادة، يجب أن تُصلى كل ركعتين منفصلتان على حدة، وفقا لحديث الرسول: "صلاةُ الليلِ مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يُدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابنِ عمر: ما مثْنى مثنى؟ قال: أن تُسلِم في كل ركعتين"، كما تعددت الآراء حول عدد الركعات التي أداها الرسول في صلاة التراويح، إلا أن السيدة عائشة قالت إنه صلاها في 11 ركعة، ولكن هذا الأمر لا يُلزم المسلمين بعدد محدد، حيث يجوز الزيادة أو النقصان.

الأزهر: صلاة تراويح رمضان في المنازل بسبب كورونا 

يشار إلى أن الدكتور أسامة الحديدي،‏ ‏مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أكد خلال حديثه لـ"الوطن"، على أداء صلاة التراويح في المنازل، خاصّة مع استمرار غلق المساجد، بعد قرار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بوقف الجماعات والجمعة، مضيفا: "إذا كانت صلاة الجماعة في الصلوات الخمس المفروضة وصلاة الجمعة تُصلى في البيوت في ظل انتشار وباء كورونا، فمن باب أولى أن تُصلى السنّة في المنازل".