رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الحلم صحفية والواقع "ريسة" في بنزينة.. آية: الرجالة مش متقبليني والناس مبترحمش

كتب: آية أشرف -

03:29 ص | الأحد 15 مارس 2020

آية عادل

منذ أن وقفت أمام ميكروفون الإذاعة المدرسية، قبل أكثر من 10 أعوام، وبات حلم الصحافة يراودها، محاولاتها في البحث والتقصي عن أصغر الأشياء التي تهمها زاد من شغفها حول مهنة البحث عن المتاعب كما يُقال عليها، إلا إن متاعبها الشخصية والمحيطة بها، حولت حلمها 180 درجة، ليأخذها القدر لطريق آخر تمامًا. 

لم تكن "آية عادل"، تخطت العشرين عامًا، ولكن بأمانتها ودقتها في العمل أصبحت أصغر "ريسة" في إحدى محطات البنزين بمنطقة شُبرا، فحاجتها للعمل لم تتعرقل أمام جنسها أو سنها، فهي تبحث عن "لُقمة حلال" لتعتمد على نفسها دون الحاجة لأحد، أو النظر لطبيعة المهنة. 

ظروفي خلتني اتخلى عن حلمي واللي أنا فيه مش حاجة قليلة 

تقول آية عادل، صاحبة الـ 24 عاما، من منطقة حلوان، إنها درست بمعهد نظم ومعلومات، رغم إنها حصلت على مجموع عالِ بالثانوية العامة، لكن الظروف منعتها بدخول الجامعة، وقررت الدراسة في معهد: "كان نفسي أبقى صحفية من صغري وأنا بحلم، لكن دخلت المعهد، ولما اتخرجت وملاقتش شغل واحدة صاحبتي بعتتلي إعلان إنهم عاوزين عُمال في بنزينة، وفعلًا روحت واشتغلت على طول".

15 يومًا فقط، كانت كافية لترقية "آية" من عامل بالبنزينة، لريس بها مسؤولة عن العمال والمكان نفسه: "بعد أسبوعين صاحب المكان لقاني أمينة وشاطرة ومركزة جدًا قالي هتبقي ريسة وطبعًا دي مش حاجة قليلة ولا سهلة، بقيت مسؤولة عن عمال وعن فلوس وعن زباين وكل حاجة".

مستطردة: "العمال الرجالة مكانوش متقبلين الفكرة، إني واحدة بنت وإني صغيرة وابقى ريس عليهم لكن كسبتهم بالكلمة الحلوة". 

رغم حبها لعملها، وتعلمها أكثر بمجال الميكانيكا، ولكن الكثير من المشكلات والانتقادات دومًا ما كانت تُعكر صفو الفتاة العشرينية.

"كتير من الزباين تيجي تقولي انتي ايه موقفك في وسط الرجالة، وفيه اللي ميرضاش يتعامل معايا لأني بنت، غير التجاوزات اللفظية اللي كتير بتخليني أضطر أرد عليها".. كلاهما أمور تواجهها "آية" يوميًا داخل عملها ما يجعل اليوم صعبًا وشاقًا عليها. 

مستطردة: "أنا بحب اللي أنا فيه، واتعلمت ميكانيكا وبقيت بفهم في الزيت والعربيات وتغيير البطاريات والكوتشات، لكن اللي بيحصل بيضايقني الناس مش بترحم". 

وعن حياتها الخاصة بعيدًا عن عباءة العمل التي ترتديها أغلب ساعات يومها، قالت الفتاة: "خطوبتي مكتملتش لأنه اعترض على شغلي لكن أنا فخورة بيه ومعتمدة على نفسي من خلاله، فرفضت الخطبة".

من البنزينة للمسرح.. آية لم تترك هواياتها

الوقوف على خشبة المسرح، وتأدية أدوار مسرحية هواية الفتاة، التي لم تتخلى عنها قط، فمنذ أن كانت تؤدي بعض الأدوار على مسرح المعهد، زاد شغفها بالأمر وتمسكت به للنهاية: "بحب المسرح وهو كل حياتي، واتعرفت على مجموعة شباب من فترة، وعملنا فرقة مسرحية اسمها (500 ب)، ودخلنا من خلالها فعلًا بمسرحية في مهرجان المسرح العربي والقاهرة الدولي، وبعتبره أهم حاجة في حياتي".