رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ديون و3 أطفال دفعت "صباح" للعمل في مهنة يفر منها الرجال: 14 سنة عِتالة

كتب: رجب آدم -

11:05 م | السبت 04 يناير 2020

صباح

أحيانا كثيرة الظروف الصعبة ومشكلات الحياة، تدفع الزوج للهروب تاركًا أسرته أمام طريقين إما الاستمرار في الانهيار والرجوع للوراء والموت من الجوع، أو عمل الزوجة لجلب الرزق الحلال لأولادها، هذا ما جسدته، صباح أحمد علي، التي تعمل في مستودع حديد وأسمنت في قريتها بقنا.

"المرأة الحديدية" أو "سعاد البوف" كما يطلق عليها الأهالي وأصحاب المستودعات في قرية السنابسة بمركز الوقف، بمحافظة قنا، تحدت الظروف الصعبة التي تركها زوجها من أجلها بسبب تراكم الديون وعدم قدرته على تحمل تكاليف معيشة أسرتها المكونة من 3 أفراد، ودفعتها للتقرب من صاحب مستودع للحديد والأسمنت بالقرية للعمل معه لتجني ثمرة تعبها بالحلال.

قرار "صباح" بالتحاقها بالعمل لم يكن سهلا أو مرحبًا، بحسب روايات أهل قريتها، حيث رفض أصحاب المستودعات الخاصة ببيع الحديد والأسمنت ومواد البناء الأخرى أن تعمل لديهم، بحكم أنها امرأة ولا يمكنها تحمل العمل الشاق الذي يحتاج لبناء جسماني قوي، نظرا لأخطار هذا العمل، ولكنها ضاهتهم فيما يحملونه وزادت عنهم وفرضت نفسها حتى أصبحت الاختيار الأول لأصحاب المستودعات في حمل أطنان الحديد والأسمنت وغيرها من مواد البناء.

تستيقظ "سعاد البوف" في الصباح الباكر يوميًا بحسب طلبيات أصحاب المستودعات التي لا تبعد عن منزلها الذي تستأجره ببضع جنيهات من سيدة تسكن بمدينة قنا، ولكن أحيانا تضطر للعودة لبيتها مع غروب الشمس حال كثرة عمليات تداول الحديد ومواد البناء للمواطنين.

"اشتغلت في الحديد مع أصحاب المستودعات في القرية في 2006، وزوجي تركني ومعي 3 أطفال، بنت وولدين، وديون متراكمة، والآن هو في محافظة الإسكندرية، وانقطع صلته بنا ولا يرسل لي ولا لأبنائه مليمًا واحدًا، أعانني الله على تربيتهم، وتحملت تكاليف زواج ابنتي"، بهذه الكلمات تبدأ "صباح" حديثها.

وتابعت: "في بداية عملي واجهت صعوبات كثيرة ليس لضعفي ولكن لكوني امرأة كيف تعمل في مهنة يفر منها غالبية الرجال، إضافة إلى حديث المواطنين عليها منهم من دعمني بالمواصلة لكسب العيش الحلال، ومنهم قدم الدعم والمساعدات ولكنها لم تمكث طويلا، ومنهم من استهزأ مني وأجزم على عدم مواصلتي هذا العمل، ولكن بفضل الله أعاني ومر علي في هذا العمل 14 عامًا ازددت فيها صلابة وقوة وواجهت كل ظروف الحياة وسددت بعض ديون زوجي وقمت بتربية أبنائي من عرق جبيني بحسب كلامها".

"في بداية عملي كان سعر رفع طن الحديد على العربة 15 جنيها، وفي وقتنا هذا أصبح 50 جنيها، ورفع سعر طن الأسمنت أقل في السعر، مرت الأيام وتمكنت أن أضرب أروع الأمثلة في كفاح السيدات في مصر"، بحسب قولها.

وأوضحت أنها أصيبت بفيروس "سي" وتعالجت منه بفضل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي (100 مليون صحة)، وتأمل في الحصول على معاش يساعدها هي وأسرتها، ومسكن لها ولابنيها للعيش الكريم.