لم تتوقع مروة مجدي، التي عاشت قصة حُب، إن الموت سيخطف زوجها عقب ثلاثة أعوام فقط من زيجتهما، التي كللت بطفلتين، أصغرهما لم تكن أكملت أربعة أشهر، انجد نفسها أرملة تعيل طفلتيها وهي بلا عمل أو أي مورد مالي يعينها على مشاق الحياة.

ظلت "مروة"، فترة طويلة لا تصدق أن زوجها لم يعد موجودا، تُفكر بالخطط التي وضعاها سويًا من سفر وتربية الطفلتين، ليتحول الأمر فيما بعد لدافع تحاول تحقيقه من أجل إرضائه عقب وفاته. 

"لم يكن مجرد زوج بالنسبة لى بل كان حبيباً وصديقاً، لذا بعد الوفاة مباشرة أخذت عهداً على نفسى برعاية الطفلتين كما لو كان موجوداً"، كلمات "مروة"، الحاصلة على بكالوريوس تجارة.

بعد التغلب على صدمة الوفاة، بدأت رحلة البحث عن عمل، انطلقت في دراسة اللغة الإنجليزية، حتى حصلت على وظيفة في قسم الحسابات في إحدى الشركات العقارية الخاصة: "كنت أذهب بهما لوالدة زوجى خلال فترة الدراسة، ثم بعد التنقل بين أكثر من وظيفة، حصلت على واحدة تمكننى من الموازنة بين عملى ورعايتهما، فبعد انتهاء دوام العمل أبدأ فى ممارسة وظيفة الأمومة والأبوة معاً، من مذاكرة والذهاب للتمارين والفسح الأسبوعية ومواعيد الأطباء، إلى جانب تنظيم ميزانية البيت، لدرجة أن البعض، سواء كانوا أقارب أو أصدقاء، يخبروننى دائماً بأننى مثل أعلى لهم، من القوة والشجاعة، مع أن الحقيقة كل ما يحركنى هو حب زوجى الذى يملأ قلبى".

أكثر ما يؤلم "مروة"، ولا تستطيع التغلب عليه مع بنتيها "لارا" و"لي لي"، هو سؤالهما عن والدهما: "كنت أدخل فى إحدى الغرف أبكي بمفردي لساعات دون أن تريانى، ثم أخرج أمامهما وأنا سعيدة ومبتسمة، وأقنعهما أن والدهما فى مكان أفضل".