رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد مرض زوجها.. "صالحة" تحول غرفتها إلى محل طعمية لإعالة أسرتها

كتب: سمر صالح -

01:03 م | الجمعة 06 مارس 2020

صالحة عبده

صوت محرك ماكينة "الطعمية"، يصدر من نافذة بيتها المطلة على الشارع مع أول شعاع شمس يظهر في السماء، يستيقظ مع ضجيجه النائمون بالمنزل الذي تدب الحياة فيه يوميا مع الخامسة فجرا، تقف أمامه تتابع العجين إلى أن يخضر لونه، بجانبها أطباق ومقلاة كبيرة يتصاعد منها بخار الزيت المغلي استعدادا لقلي الطعمية التي تجذب رائحتها المارة صغارا وكبارا، وباتت عدتها البسيطة موردا للمال تعول منها أسرتها لتساعد زوجها المريض على أعباء الحياة المادية.

بصفتها سيدة تعول أسرتها المكونة من 3 أشخاص، بعد مرض زوجها الذي أصبح غير قادر على الحركة، طلبت "صالحة عبده - 50 عاما"، المساعدة من الجمعيات الخيرية المحيطة بها، وبدأت تبحث عن عمل لكسب لقمة عيش، ولم تقف مكتوفة الأيدي أمام عراقيل القدر في طريقها، ولم تنتظر مساعدات أهل الخير، حتى بدأت مشروعها الصغير من داخل منزلها لعدم قدرتها على شراء محل خاص.

بالفعل حولت السيدة الخمسينية، إحدى غرفات بيتها الصغير الكائن بمنطقة الشرابية، ذات الشرفة المطلة على الشارع، حيث تسكن في الطابق الأرضي، إلى محل صغير لبيع بضاعتها، بعد حصولها على قرض "مستورة"، فمنذ سنوات وهي تساند زوجها، و"بتحط القرش على القرش"، حسب وصفها.

وتقول صالحة في حديثها مع لـ"هن": "مع رفع أذان الفجر يبدأ يومي، وما اشتغلتش قبل كدا في المهنة دي، بس الظروف خلتني اشتغلها عشان أصرف على بيتي".

5 أشهر فقط من الزمن استطاعت خلالها صالحة، الأم لشاب وفتاة، كسب قوت أسرتها من بيع "الطعمية"، وسداد قيمة القسط الشهري للقرض: "بقى ليا زبون من أهل الحتة، والبيع يوم كدا ويوم كدا، مستورة والحمد لله".

من نافذة الغرفة المطلة على الشارع تتعامل صالحة مع زبائنها، يمرون عليها، خاصة وقت الذهاب إلى المدارس والعودة منها، يشترون ما يرغبون من أقراص الطعمية الساخنة، اعتادوا منها الأمانة والنظافة وبات أقصى أحلامها الحصول على ترخيص فاترينة لعرض إنتاجها من الطعمية عليها، والبيع خلالها بدلا من غرفة البيت.

الكلمات الدالة