باتت النيران تأكل في جوانب شقتها، حتى تساوت كل مكوناتها بالرماد، ففي لحظة انقلبت معيشة "أم أشرف" سيدة أربعينية، رأسًا على عقب، بعدما التهم حريق شقتها الموجودة بإحدى شوارع منطقة "عزبة النخل" نتيجة ماس كهربائي، أخذ في طريقه كل الأثاث والملابس التي تمتلكها هي وأولادها.

أكثر من 10 أعوام عاشتهما السيدة الأربعينية، وهي تعول أولادها الأربعة، بعدما انفصلت عن زوجها، ولم تعد تعرف عنه شيء، لتبدأ عملها كمربية أطفال في إحدى "الروضات"، فضلًا عن تنظيف ومسح سلالم العقارات من أجل كسب لقمة العيش، حتى جاء القدر الذي قلب حياتها عقب حريق شقتها، ليتضاعف همها، وتزيد مسؤولياتها، لتصبح ضيفة على الشارع وشقيقتها حتى تتمكن من الرجوع لشقتها من جديد.

صور عٍدة جسدت مشاهد الحريق الذي اندلع مؤخرًا، تداولها رواد مواقع  التواصل الاجتماعي في محاولات منهما لمساعدة السيدة.

وتواصلت "هُن" مع "أم أشرف" التي أكدت أنها لم تكن في المنزل وقت اندلاع الحريق، قائلة: "كنت برة زي كل يوم بجري على أكل عيشي، ومفيش حد في الشقة إلا بنتي شهد 10 سنين ونايمة".

وتابعت: "البنت شمت ريحة الحريق قامت على البلكونة تصرخ، والناس فعلا لحقتها وحاولوا يطفوا النار، لكن كل حاجة كانت تحرقت وتدمرت".

وأضافت السيدة: "أنا عندي 3 ولاد تاني أكبرهم 20 سنة، وفي 10 و12 سنة، وأنا اللي بصرف عليهم، لأني مطلقة وبعتبر طليقي شبه ميت".

معاناة السيدة لم تنتهي عند زعرها وفقدانها ممتلكاتها، بل طردها من المنزل حتى تعيده من جديد، بأوامر من صاحب العقار، قائلة: "طلب مني أوضب الشقة، قالي أنا متكفل بالنقاشة بس، وأنتي أعملي المحارة وأشتري شبابيك وأبواب، وصلحي الكهرباء والغاز، لأما أمشي ومخدش التأمين بتاعي حتى". 

مختتمة: "قاعدة عند أختي بشكل مؤقت معيش لا فلوس ولا مكان، ولا حتى بقى معانا هدوم".