"ادعوا لها ترجع بالسلامة مختفية عن أهلها بقالها أيام، ومحدش يعرف اتخطفت ولا إيه"... تعليق مُرفق بصور العديد من الفتيات عبر منصات "السوشيال ميديا" بين الرواد، زاعمين اختفاء فتاة تلو الأخرى عن أسرتها، مُطالبين الرواد بالدعاء لهن لرجوعهن سالمين. 

صور وأدعية تنتشر بسرعة البرق عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولات منهم للتشبث بالأمل الأخير، وهو البحث بكل السُبل عن الفتيات المُختفيات اللاتي يزعم البعض أنهن تعرضن لمحاولات اختطاف. 

إلا أن التحريات الأمنية دومًا ما ترصد المفاجآت حول اختفاء تلك الفتيات، واللاتي أغلبهن يكون هروب من عائلاتهن للضغط عليهن بشكل أو بآخر. 

والتي كان آخرهن فتاة البحيرة، التي كشفت التحريات أنها متزوجة عُرفيًا من حلاق ولم تتعرض للخطف. 

فتاة البحيرة

عقب اختفائها لمدة وتحرك الأهل لتقديم بلاغ في محاولات للبحث عن ابنتهما، والوصول لطريقها، الذي بات أشبه باللغز، استطاعت الأجهزة الأمنية كشف أمر اختفاء فتاة البحيرة (17 عاما)، حيث تبين سفرها للإسكندرية وزواجها عرفيا بحلاق (27 عاما)، مقيم منطقة البيطاش، وإنجابها منه، طفلة عمر ثلاثة أشهر.

وقطعت اتصالاتها بأسرتها، وذلك بسبب تقدمه للزواج منها منذ عام ونصف، ورفض أسرتها تزويجهما.

فتاة المطرية

لم تكن فتاة البحيرة هي الأولى، فمنذ أقل من شهر مضى، انقلبت مجموعات "فيسبوك" رأسًا على عقب، باحثين عن فتاة تُدعى "رحمة" من المطرية، زاعمين اختفاءها، بعدما ذهبت لتسليم "أوردر" مستحضرات تجميل لإحدى الزبائن، وإحضار وجبة غداء من مطعم قريب من منزلها.

طالت غيبة "رحمة" لعدة أيام، وبحثت الأسرة عنها في المناطق المجاورة، وحررت محضرًا عن تغيبها، وخلال تكثيف الأجهزة الأمنية جهودها للبحث عن "فتاة المطرية"، عادت "رحمة" إلى أسرتها وفي يدها "كانيولا طبية"، لتؤكد أنها أصيبت بهبوط في ضغط الدم من الإجهاد، وتوجهت إلى منزل خالتها، وعندما تحسنت حالتها الصحية عادت إلى أسرتها.

فتاة المرج

بسنت ممدوح أو "فتاة المرج" الاسم الذي عرفت به مؤخرًا الفتاة الجامعية، بعدما تداولت صورتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة البحث عنها، قبل أن تكثف الأجهزة الأمنية جهودها، وتعثر على الفتاة، وكانت المفاجأة بأنها كانت متزوجة من زميل لها دون معرفة أسرتها.

بسنت ممدوح، التي عُرفت إعلاميًا بـ "فتاة المرج" صاحبة الـ21 عامًا، والتي تعاطف الكثير من الرواد مع صورها على منصات "السوشيال ميديا" وأخبار اختفائها، حيث تغيبت الفتاة يوم 25 نوفمبر 2019، وكان آخر ما أجرته هو مكالمة هاتفية لوالدتها تحدثها فيها عن وجبة الغداء، تطمئنها بأن أمامها 10 دقائق وتصل للبيت، يومين ولم تصل الفتاة ما جعل أقرابها يتحركون للبحث عنها، وتتبع كاميرات المراقبة في محيط اختفائها، فقد ترجلت من محطة مترو المرج، واستقلت ميكروباص، كما أوضحت كاميرات المراقبة، حيث كان الميكروباص، دون أرقام، وله شباك واحد فقط، وكان معها سيدة وهو ما أثار الشكوك حول اختطاف الفتاة. 

اختفاء "بسنت" دفع والدها "ممدوح. ع"، 50 عامًا، موظف بهيئة النقل العام، لتقديم بلاغ لقسم شرطة المرج، ولم يتهم الأب أو يشتبه في أحد جنائيًا، وحُرر عن ذلك المحضر اللازم.

بدأت قوات الشرطة في إجراء تحرياتها حول اختفاء فتاة المرج، وبعد البحث عنها لأيام قليلة وجدوا أنها متزوجة من شخص يدعى "علاء"، وذلك من يوم 30 أكتوبر الماضي، وأعادوا الفتاة إلى أهلها.

طالبة الإسكندرية

واقعة مُشابهة في نهاية العام الماضي، بعدما اختفت دنيا علي حسني طالبة بالصف الثاني الثانوي خلال ذهابها لأحد الدروس التعليمية، الأمر الذي جعل أسرة الفتاة يلجأون لمنصات مواقع التواصل الاجتماعي باحثين عن ابنتهما المُختفية، حتى صدمتهما بالحقيقة. 

وروى والد الطالبة "دنيا"، أثناء حديثه لـ "هُن"، تفاصيل اختفاء ابنته بعد انتهاء اليوم الدراسي في مدرسة العجمي الثانوية بنات، وذهابها للدرس، قائلًا: "يوم لما اختفت زملائها كانوا مستنيها علشان تخش معاهم الدرس، بس مجتش ومن ساعتها وأنا ومامتها كعب داير عليها مفيش حد يعرفها إلا لما سألنا عليها عنده".

مكالمة تليفونية من الطالبة بعد أيام من الاختفاء لوالدتها طمأنت قلبها، ليتجدد أملها أن ابنتها ما زالت بخير: "كلمتنا بصوتها امبارح وقالت لمامتها أنا كويسة بس زعلانة منك شوية، وأمها بتموت من القلق عليها".