كتب: روان مسعد -
03:59 ص | الخميس 16 يناير 2020
عندما ذهب الرجال في كثير من دول العالم إلى الحرب العالمية الثانية، كان ذلك في العام 1939، كان على المرأة أن تخرج من دور الأم ومربية الأطفال بحسب، فكان عليها أن تخرج إما للمشاركة في الحرب في صفوف بلادها، أو النزول للعمل لتسير عجلة الإنتاج، وتحصل على أجور لبيتها، فكانت المساواة في العمل هي الحل وأولى خطوات خروجها من البيت.
كان الإجبار في هذا التوقيت طواعية، وفقا لـ"بي بي سي"، خلفت الحرب أكثر من 85 مليون ضحية، لذا فإن أضعاف هذا الرقم ترك عمله المدني وفي المصانع للمشاركة في الحرب، فكان من مصلحة المرأة، وأصحاب الأعمال تعيين النساء، فبدأت الشركات في حث المرأة على النزول للعمل في المصانع، ورفعوا شعار "إذا استخدمتِ خلاطًا كهربائيًّا في مطبخك، فيمكنكِ تعلُّم إدارة مكبس الحفر"، وصمم بوستر "Rosie Riveter"؛ بمعنى "روزي اللحامة" الفنان J. Howard Miller عام 1943، وحمل الملصق عنوان "We can do it"؛ لرفع معنويات العاملات وحثّهن على الإنتاج، وكانت روزي الشخصية المتخيلة عبارة عن حملة دعائية موجهة إلى النساء.
رغم الحاجة الماسة للنساء في سوق العمل حينذاك، إلا أنهن لم يتساوين بأجور الرجال، وكانت تلك واحدة من المشكلات التي واجهتها المرأة خلال الحرب، فهي مجبرة على شغل عمل الرجال بأجور ضعيفة، كما أن عليها تحمل أعباء المعيشة مع أطفالها، وقد عملت المرأة حينها في العمل في الحديد والصلب والخشب والبناء والذخيرة والزراعة والوظائف الحكومية، وغيرها.
عملت المرأة في المصانع، وفي الحرب، وكان عليها كذلك أن تربي الأطفال وأن تكون ربة منزل، تذهب للسوق وتشتري ما يلزم منزلها بعد يوم شاق تقضيه أمام ماكينات المصانع، وعلى الرغم من ذلك أدت المرأة دورا استثنائيا أثناء الحرب.
لم يقتصر دور المرأة على العمل مكان الرجال في مجال الخدمات، بل زاد إلى مشاركتهن في الحرب، أيضا فقد شغلن وظائف لها علاقة بالحرب، كالتمريض والترجمة الاستخبارية والطيران.
وكلفت النساء كذلك بالقيام بمهام حربية، أبرزهن حوالي 800 ألف متطوعة روسية ذهبن للحرب في الخطوط الأمامية إلى جانب الاتحاد السوفييتي، وعملن بالتمريض والطبابة.