رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"عار وتطهير".. لماذا حُلقت رؤوس الفرنسيات خلال الحرب العالمية الثانية؟

كتب: روان مسعد -

04:15 م | الأربعاء 08 يناير 2020

حلاقة شعر الفرنسيات خلال الحرب العالمية الثانية

للحرب ويلات، وفي سبيل الفوز الذي يراه كل جانب هدفه وسبيله للنجاة، تكون على الهامش خسائر فادحة، تؤكد على أنه لا يخرج من الحرب فائز، بل الجميع خاسرون سواء أرواحهم، أو ندبات نفسية لا تذهب مع الوقت، تستمر وتبقى، بعضها يظل لأجيال قصص وأساطير تتوارث لتظل محفورة في الأذهان، تذكر الجميع بويلات الحروب.

واحدة من تلك الويلات، هو ما عرف بـ"تطهير البرية"، أو épuration sauvage، خلال الحرب العالمية الثانية، حينما قرر الفرنسيون معاقبة الخونة وبينهم النساء، خلال كرنفال احتفالي، ولطالما كان الشعر هو تاج المرأة، علامة الأنوثة والدليل عليها، زينتها الرئيسية، خرجت الفرنسيات الخائنات قسرا حليقات الرأس إلى الشارع، وإزالة الشعر إجباريا دليل العار والتخلي عن الأنوثة، وعقاب عرف بأنه الأقسى على مر التاريخ.

وثقت الصور كيف كان إحساسهم بالخزي والندم حينها، ملابس مهلهلة، وشعر حليق وكدمات تنتشر في أنحاء أجسادهن، هكذا كانت الفرنسيات الخائنات، والمبرر وراء حلق الرأس، هي وقوفهن مع العدو حينذآك بدلا من بلدهن الأم فرنسا.

خلال السنة الأولى من الحرب العالمية الثانية، انهار الجيش الفرنسي تماما أمام الألمان، واقتحمت القوات الألمانية أجزاء عدة من فرنسا الشرقية والغربية، وأجبرتها الهزيمة على توقيع هدنة 22 يونيو 1940، والتي أتاحت للقوات الألمانية الدخول خلال 6 أيام فقط، واستمر هذا الاحتلال قرابة 4 سنوات، قبل أن تسترجع فرنسا تلك المناطق المحتلة، وعاصمتها باريس.

عقب خروج القوات الألمانية من فرنسا، كان على الشعب أن يعاقب الخائنين، والمتخابرين ومساعدي الألمان، الذين أدوا إلى تسهيل عملية الاحتلال، وعلى رأس هؤلاء حكومة "فيشي"، التي كانت موجودة وقت الاحتلال، وكذلك بين الخائنين سيدات كان عقابهن شديدا وأكثر قسوة.

خرجت الجموع الفرنسية، تحتفل بانتهاء الاحتلال، واتهمت بعض السيدات بالخيانة، والتعاون مع المحتل، وإقامة علاقات جنسية أنجبن خلالها أطفالا ألمان، وكان العقاب شديدا، فبالإضافة إلى حلق الرؤوس، رسم على صدورهن وأجسادهن بأحمر الشفاه الصليب المعقوف الألماني رمز النازية، وضربن وتم التنكيل بهن في الشوارع، كما كان الرجال يبصقون عليهن خلال تلك الأجواء الاحتفالية الغريبة.

وما بين عامي 1944 و1946، تم تعذيب ما يزيد عن 20 ألف امرأة فرنسية بتلك الطريقة وبأشدها قسوة، حيث اتهمن بالخيانة خلال الاحتلال، وبحسب تقارير عن "الجارديان"، و"تايم"، فإن حلاقة الرأس كانت في العصور الوسطى عقاب السيدة التي تزني، وحلاقة شعورهن خلال الحرب دليل على العقاب الشديد الذي تلقينه.