ربطت شعرها بإيشارب كي تتخلص من عبء تصفيفه، فستان قصير رقيق ارتدته تحت البالطو، مع حذاء له كعب عال، كانت الغارة قد انتهت للتو، ولكنها رغم الحروب فهي تنتصر، فقد قررت أن تفصل عن الأحداث المحيطة بها، ترشف من فنجان الشاي في يدها، وتستمتع بتدخين سيجارة.

هي واحدة من أشهر صور الحرب العالمية الثانية، هيئة السيدة الإنجليزية تختلف تماما عن الدمار المحيط بها، رغم الغبار والأتربة والأنقاض المحيطة التي تنم عن فوضى عارمة هي هادئة، قررت خلال دقائق قليلة أن تنفصل في لحظة هدوء، أخذت تلك الصورة في يونيو عام 1941.

خلال تلك الفترة كانت ألمانيا تقوم بغارات متكررة على إنجلترا، وحينها وبعد إنزال القنابل بوقت كاف أخذت تلك الصورة لهذه السيدة المجهولة خلال الحرب.

كان أربعة أخماس جميع القنابل التي تم إسقاطها خلال الغارة عبارة عن متفجرات عالية، مصنوعة من الصلب الرقيق لتعظيم تأثير الانفجار، وتفاوتت إلى حد كبير في الحجم. وبعضها كان مصنوعا من أنبوب من الورق المقوى.

وأصدرت هذه أصوات صفير غريب كلما سقطت القنبلة على الأرض وصممت لتخويف السكان المدنيين. كانت أصغر قنبلة وأكثرها شيوعًا هي القنابل التي يبلغ وزنها 110 أرطال، وكان هناك أيضًا القنبلة التي تبلغ مساحتها 2200 رطل، والتي تحمل اسم "هيرمان" (سميت باسم بوابة هيرمان غورينج)، بحسب موقع "سبارتكوس" الذي وثق أيام من الحرب العالمية الثانية.