شهر ونصف على الواقعة التي عرفها الإعلام بواقعة "طفلي السلم"، بعدما تداول الرواد صورة لطفلين، لم يتخطيا الـ 4 أعوام من عمرهما، وهما على سلالم عقار، بملابس مُبتلة وغير مُهندمة، والذباب يحوم حول وجهيهما، لتبدأ المعركة الكلامية بين الأب وهو المطرب الشعبي شادي الأمير، وطليقته والدة الطفلين، ليترك كل منهما الكرة بملعب الآخر، متهمًا الأخير بمسؤوليته نحو الطفلين، ورفع يديه عن الأمر، حتى تم وضع الطفلين في دار رعاية لعدة ساعات قبل أن تتسلمهما الأم من جديد، قبل الحكم عليها. 

الحكم على الأم بالحبس

واليوم، قضت محكمة جنح أول طنطا، بحبس "سها السيد" والدة الطفلين "مالك"، 4 سنوات، و"يازن"، 4 أشهر، المعروفين إعلاميا بـ"طفلي السلم"، 6 أشهر، بتهمة الإهمال في رعاية طفليها، وعدم استخراج شهادة ميلاد للطفل "يازن"، وعدم توفير الرعاية الأسرية اللازمة لهما.

هل يعود الأطفال لدار الرعاية من جديد؟ 

من جانبه، أوضح ياسر عبدالله، عضو مجلس الإدارة والأمين العام لدار الرعاية، التي استقبلت الأطفال في المرة الأولى، وتولت رعايتهما، إن الدار على أتم الاستعداد لاستقبال الأطفال من جديد، والتكفل برعايتهما بكل الجوانب. 

وأضاف "عبدالله" خلال حديثه لـ"هُن": "إحنا مستنيين الاستئناف لو الأم استأنفت والحكم اتوقف، هنتابعهم من بعيد زي ما إحنا مستمرين، لأننا بنمدها بالحليب وطعام الأطفال من وقت ما استلمتهم، لكن لو اتحبست فعلًا ممكن ناخدهم نراعاهم إحنا". 

وتابع: "أهل الأب رافضين استقبال الأطفال من الأساس، غير إن (شادي) سايب طنطا وعامل أسرة في الإسكندرية، وكذلك أهل الأم من المرة الأولى رفضوا استقبال الأطفال". 

ما قصة واقعة طفلي السلم؟

تعود الواقعة عندما تلقى اللواء محمود حمزة، مدير أمن الغربية، في منتصف نوفمبر الماضي، إخطارا من مأمور قسم ثانِ طنطا بحضور سيدة إلى القسم، وبصحبتها طفلين، أحدهما 4 سنوات والآخر رضيع 3 شهور، عثرت عليهما ملقيين أمام منزل جارتها وأكدت أنهما طفليها.

وتبين أن الطفلين لأب يعمل مطربا شعبيا يدعى "ش. ا."، وأم تدعى "س. ا. ع."، ربة منزل، وأن هناك خلافات بينهما، وتهرب الزوج والزوجة من مسؤولية الطفلين، وتبادلا تركهما أمام منزلهما والهروب، حتى عثرت عليهما جارتهما، وأبلغت عنهما، وحُرر محضر بالواقعة تحت رقم 12255 إداري أول طنطا، وأخطرت النيابة للتحقيق.

النيابة تستدعى الأم وتخلي سبيلها

كانت نيابة أول طنطا، استدعت الأم، نوفمبر الماضي، ووجهت لها تهمة الإهمال في رعاية طفليها.

ونفت الأم حينها في أقوالها أمام النيابة إلقاء طفليها في الشارع أو على سلم العمارة كما يروج، لكنها اصطحبت طفليها إلى منزل والدة زوجها "حماتها"، وسلمت لها الطفلين عندها بسبب عدم قدرتها على الإنفاق عليهما، وبعد رفض ابنها تحمل نفقاتها وطفليه، وصاحبة العمارة وجهت لها إنذارا بالطرد بعد تأخر سداد إيجار 4 أشهر ماضية.

وذكرت أيضا في أقوالها أمام النيابة، أنها تواصلت أكثر من مرة مع والد الطفلين شادي الأمير، وكان يرفض تحمل نفقات طفليه، ما دفعها لاصطحاب الطفلين إلى والدته وسلمت لها الطفلين، وكان ذلك أمام شقيقه.