رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

هناء ونسرين ضحيتي "لقمة العيش".. وأسرتيهما يطالبان بإصلاح الطريق المشؤوم

كتب: سهاد الخضري -

03:31 م | الثلاثاء 31 ديسمبر 2019

جانب  من العزاء

24 أسرة قضت يومين كاملين في حزن وألم، بعد رحيل أعز من لديهم من أهلهم وذويهم، بسبب إهمال سائق متهور تسبب في حادث تصادم سيارة نقل بأتوبيس، أسفر عن استشهاد 23 عاملا وسائق الأتوبيس، وإصابة 7 آخرين من أبناء محافظة دمياط يعملون بأحد مصانع الملابس الجاهزة، أمام قرية الفردوس على طريق (بورسعيد - دمياط)، ليقرر النائب العام حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

"راحت وراحت الحنية والفرحة معها، كانت مش أختنا الكبيرة فقط بل كانت أم لنا".. بتلك الكلمات وصف أشقاء وجيران "هناء إبراهيم حميد" (43 عاما) شهيدة لقمة العيش في حادث أوتوبيس الاستثمار بمحافظة بورسعيد، التي لم تنال إلا محبة واحترام الجميع، حيث تحول العقار التي كانت تسكنه لسرادق عزاء يستقبل محبيها، ولم  يتحمل والدها العجوز خبر فقدان فلذة كبده إلا وانهار تماما وعجز عن الحديث، كما دخلت عدد من أقاربها في نوبة إغماء، أما شقيقاتها فلم يكفان عن البكاء حزنا على مصير شقيقتهما التي خرجت ساعية على رزقها فعادت جثة ممزقة الأشلاء.

وتقول نظلة حميد (38 عاما) شقيقة "هناء"، إن الفقيدة كانت تعمل في مصنع بورسعيد منذ 7 سنوات، ودائما كان لديها حالة من الرعب من طريق "دمياط – بورسعيد" الذي يسير أوتوبيس المصنع عليه، ولو سرع السائق في مرة كانت تتشبث بكل قوتها في مقابض الأوتوبيس لرعبها الدائم من هذا الطريق، وكأنها كانت تعلم أن نهايتها ستكون عليه، وقبل الحادث بيوم هاتفت شقيقتي وقالت لها لو في فرصة في الشغل عندك عرفيني لم أعد أرغب في السفر للعمل في هذا المصنع كفاني بهدلة، فضلا عن سوء حالة أوتوبيسات هذا المصنع".

وأردفت نظلة: "هناء كانت شقيقتنا الكبيرة وأمنا في ذات الوقت، مشيرة إلى آخر مرة شاهدت شقيقتها كانت قبل شهرمن الحادث، مشيرة إلى أنها علمت بالخبر من شقيقتها التي أبلغتها بأن الحادث نتيجة تصادم تريلا بأوتوبيس المصنع، فيديها كادت تنفصل والمخ خرج للخارج وزجاج الأوتوبيس دمر مخها، وطالبت شقيقتها بتوفير أوتوبيسات تليق بآدميين  فضلا عن تطوير الطريق الذي تحول لمقبرة لحصد أرواح أبناء دمياط وإنارته".

"نسرين" فقدت الأم والأب فعاشت مع شقيقاتها لتلحق بهم بعد حادث الأتوبيس 

وعلى بعد عدة كيلو مترات يبعد منزل "نسرين العزبي" (31 عاما) فقيدة لقمة العيش هي الأخرى التي خرجت باحثة عن فرصة عمل بعدما ضاقت بها السبل ولم تجد فرصة عمل مناسبة في مسقط رأسها، فهي فتاة ظلت تبحث عن بصيص أمل بعد فقدان والديها وإقامتها مع شقيقاتها المتزوجات.

 

تقول شيماء محمود زوجة شقيق الفقيدة، "عاشرتها قبل 11 عاما بعد ارتباطي بشقيقها، خرجت بحثا عن فرصة عمل بعدما ظلت حبيسة 4 جدران لسنوات، حيث بدأت العمل بهذا المصنع قبل ثلاثة أشهر ومن قبله كانت تعمل بمصنع في شطا، فبعد وفاة والدتها ظلت تجلس عند كل شقيقة من شقيقاتها لفترة".

 

وطالبت شيماء، بالعمل على إصلاح الطريق "المشؤوم" والرقابة من الجهات المعنية، مؤكدة أنه سبق وتعرضت لحوادث متكررة على هذا الطريق.