منذ عام 2017، وأمنية عبدالكريم، تسجل لحضور منتدى شباب العام الذي يقام في مدينة السلام بشرم الشيخ، وهو الأمر الذي لم يمنعها من إرسال طلب حضور للمشاركة هذا العام أيضا، والذي ظنت أنها محاولة ستخيب مثل العامين الماضيين، إلا أنها حصلت على الموافقة بالحضور أخيرا.

لتصف الفتاة المصرية البالغة من العمر 28 عاما، التجربة بأنها كانت فريدة من نوعها، فقد وثقت حملها في نهاية الشهر السابع بينما تدعم بلدها من شرم الشيخ.

انتظرت أمنية عبدالكريم، حملها 4 سنوات، فهو بالنسبة لها "حملا غاليا"، ورغم ذلك ومع مشقة السفر، وما ستجده من تفتيش ووقوف في طوابير، لم تتردد في السفر بمجرد أن حصلت على الموافقة لحضور منتدى شباب العالم الذي أقيم في شرم الشيخ خلال الفترة من 14 وحتى 17 ديسمبر.

تقول "أمنية"، في تصريحات خاصة لـ"هن"، "حتى جوزي مكنش في مجال يقولي متروحيش بالعكس رحت واتبسط جدا".

بداية من مطار القاهرة، وكان الجميع يقف لخدمتها، معاملة لم تجدها "أمنية"، التي تعمل مدرسا مساعدا في الاقتصاد المالي بالأكاديمية البحرية، في يومها الروتيني، "لقيت المنظمين اللي تبع المنتدى أول ما شافوني حامل ومعايا شنط ساعدوني فيها لحد الطيارة"، وصولا لشرم الشيخ كانت "أم المستقبل"، محمولة على "كفوف الراحة"، التعامل بإنسانية كان عنوان رحلتها، "رغم إني أهلت نفسي للتعب والوقوف والطوابير، ورغم أن الحوامل في مصر مش بيتعاملوا كدة أصلا بس هناك كانت الروح مختلفة"، بحسب أمنية.

غرفة أرضية، سيارة جولف مخصصة أساسا للشخصيات الهامة والوزراء للتنقل، مساعدة من العاملين في حمل الحقائب، كرسي مريح داخل الجلسة في مكان مناسب للتحرك قريب من دورة المياه، منع تفتيشها على البوابات والتي كانت 3 على الأقل للتفتيش، كل سبل الراحة توفرت للفتاة العشرينية كي تحضر الجلسات وتستفيد رغم حملها.

تقول أمنية، "محستش أن السفرية متعبة، بالعكس كنت مبسوطة وفخورة ببلدي، كمان الضباط مؤدبين جدا، بيعاملوني كويس ويدخلوني أول واحدة كل الجلسات، يسألوني محتاجة أكل أو شرب ولا لا".

اهتمام من نوع خاص كان لأمنية، حتى أن أحد لواءات الشرطة أثنى على حضورها، "حد كبير جدا لواء شرطة من المسؤولين جه قالي أنتي تعبتي نفسك بجد، قد إيه لقيت إنسانية في التعامل، ومحدش بيسخف لأني حامل وبحضر المنتدى، كلهم شجعوني، هناك الروح حلوة جدا".

من هنا ركزت "أمنية" على هدفها الأساسي الذي جعلها تسافر المنتدى لتمثيل مصر، "كنت حاسة بدور الوطنية لازم اطلع أمثل مصر عشان في أجانب جايين، واتكلم معاهم وأبين أن الشباب مثقف ومتطلع وعايشين في سلام ومتخافوش"، لكن بحضورها المنتدى فعليا، وجدت أن كل فئات مصر موجودة، وأن المنتدى ليس مقتصرا على فئة المثقفين فقط، "وعرفت أن في جلسات ليها علاقة بالأبحاث فقلت هاستفيد ونتبادل الثقافات"، فهي تجهز لتحضير الدكتوراه الخاصة بها.

فضلا عن المواضيع المتنوعة والمهمة التي احتوت عليها الجلسات تقول أمنية، "المواضيع بتاعة الجلسات كلها حلوة وجديدة، زي الذكاء الصناعي واللي الشباب حضروها وفهمونا دي جديدة جدا وحلوة وده اللي محتاجينه واستفدت منها جدا"، بالإضافة إلى اختلاط كل فئات المجتمع داخل المنتدى، "هناك قابلت كل الناس واتعلمت إزاي اتقبل الآخر ومستويات تعليمية وثقافات مختلفة بقيت برتقي بنفسي وبرتقي بيهم".