رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الشيخوخة المبكرة تحاصر زين.. وكلام الناس يحرق "قلب أمه": نفسي يعيش لـ21 سنة

كتب: دينا عبدالخالق -

05:30 م | الخميس 28 نوفمبر 2019

الطفل زين

ملامحه العجوز التي ينتشر فيها التجاعيد والعروق الزرقاء، وشعره وأسنانه المتساقين كأوراق الشجر الراحلين عن الشجرة الطاعنة بالعمر، وعينيه الواسعتين اللتين تجذبان الناظرين إليهما، تجعلهم يظنون أنه شيخا كبيرا، لكنه لم يتجاوز العامين ونصف من عمره حتى الآن، أصيب بمرض نادر، لتخوض معه والدته رحلة جديدة من أجل إطالة عمره، بعدما عانت من تجربة سابقة مريرة لأجل إحضاره للعالم.

قبل عامين ونصف، استقبلت دينا عجمي، 34 عاما، التي انتقلت من الإسكندرية إلى القاهرة بعد زواجها، نجلها الثاني "زين" بعد معاناة شديدة من أجل الإنجاب، لتعيش 6 أشهر في سعادة بالغة لنجاح عملية الحقن وولادتها لطفل ذو ملامح جميلة، إلا أنه فجأة بدأت تظهر عليه علامات غريبة ليفقد شعره وتشيخ ملامحه تدريجيا، بصورة مرعبة للأسرة بأكملها، لتركض به بين المستشفيات وأطباء الأطفال، الذين لم يتمكنوا من تشخيصه.

مصادفة بسيطة لأحد أصدقاء "دينا" عبر موقع "انستجرام" وجدت فيها صفحة لطفل أمريكي مصاب بمرض "الشيخوخة المبكرة" لتجد نفس الأعراض والسمات التي يعاني منها "زين" لتتأكد والدته من الأمر، وتصاب بانهيار عصبي شديد، وتفقد الرغبة في الحياة، بعدما أخبرها أحد الأطباء أن نجلها سيموت بعمر الـ13 عاما كون المرض لا علاج له.

"شبه ميتة"، هي الحياة التي عاشتها الأم منذ ذلك الحين ولمدة عام كامل تقريبا، قائلة: "كنت لا حول ولا قوة لي، لأني عارفه أن ابني هيموت، وفقدت الأمل في كل حاجة، وفجأة لقيت نفسي حامل ثالث، واتدهورت أكتر"، لتصطدم بكونها حامل طبيعيا في توأم، وهو ما أثقل عاتقها بشدة، لتفقد سريعا أحدهما وتضطر للولادة المبكرة.

وزادت معاناتها مع المضايقات التي يتعرض لها "زين" مع الآخرين فبمجرد رؤيته يهرب منه الأطفال والأمهات، خوفا من نقل أي أمراض لأبنائهم، وتجنب العديدون له، والأسئلة التي لا تتوقف "يعني هرد أقولهم أيه، ابني هيموت وهو عنده 13 سنة، مقدرش"، لتقضي قرابة عام ونصف في ضغوط نفسية شديدة.

في رمضان الماضي، بدأ الأمل يدب داخل الأم الثلاثينية "زي ما يكون ربنا نزل في قلبي الرضا بجد لحالة زين، وأنه بيعوضني ببنتي الصغيرة"، لتفتش في جميع صفحات ومواقع الإنترنت عن حل لنجلها، الذي أصيب بذلك المرض من خلال طفرة جينية خلال فترة الحمل، حتى تمكنت من العثور على أحد المراكز الطبية الأمريكية التي تجري تجارب على دواء لإطالة عمر المصابين بالشيخوخة المبكرة وتأخير الإصابة بالسكتة القلبية والدماغية وتصلب الشرايين، وسرعان ما تواصلت معهم وتبادل التحاليل والأشعة الخاصة بـ"زين"، لتحمله معها ووالده إلى الولايات المتحدة، بتكلفة تامة من المركز.

رفض شديد لاقته من أصدقائها وعائلتها لموافقتها إعطاء نجلها دواء مازال تحت التجربة، بعدما أكد لها المركز الأمريكي أنه لن يتحمل مسئولية أي أعراض جانبية للدواء، لتقرر خوض تلك التجربة مجددا، "قولت يمكن يكون مختلف والموضوع يجيب معاه مفعول كويس ويعيش لحد 21 سنة زي اللي أخدوا الدوا"، وبالفعل بدأ في تناوله قبل شهرين، بينما بدأت "دينا" في التواصل مع مركز هولندي آخر لبحث علاج مرض "الشيخوخة المبكرة".

بجانب بحثها عن العلاج، خاضت "دينا" رحلة أخرى مع نجلها والآخرين الغرباء، في محاولة منها لمنحه الثقة بنفسه، قائلة: "هو سنه صغير جدا ومش فاهم عنده أيه أو الناس بتجري منه لية، بدأت اتكلم مع الناس علشان تحبه وتعرفه، وأحسسه أنه مميز"، وهو ما نجحت فيه بالفعل خلال تلك الفترة بتغيير ملابسه ليلقى الطفل العجوز ترحيبا من الجميع بالشارع وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

صعوبة كبيرة خاضتها "دينا" من أجل إنجاب نجلها الثاني الذي زيّن حياتها، ورحلة أخرى صعبة في اكتشاف مرضه واتخاذ قرار بالغ من أجله، لكنها بين كل ذلك مازال تحمل خوف من إدراك "زين" وتساؤله عن اختلافه ومرضه النادر، لذلك قررت أن تجمع جميع المقالات والأبحاث والفيديوهات الإيجابية الخاصة بحالته من أجله، حتى يتمكن مستقبلا من قرائتها وتوليد الأمل داخله أيضًا.