كتب: آية أشرف -
07:38 م | السبت 16 نوفمبر 2019
مجردة من مشاعر الأمومة الفطرية، عرضت سيدة بيع وليدها، وهو لا يزال داخل أحشائها، ففي الوقت الذي تحولت النطفة إلى علقة، فر من زرعها بداخلها بعد أن مزق عقود الزواج العرفي، وقبل أن "تكتسي العظام لحما"، راودها شيطانها في أن "تستفيد" من جنينها قبل أن يصرخ صرخة دخوله للحياة، وباتت تبحث عن مشترٍ.
"هبيع ابني وأخد فلوسه افتح بيها كُشك، اتخلص من نسبه المجهول وأفيد واستفيد، أنا محتاجة فلوسه، وغيري محتاج الضنى"، كلمات بررت بها السيدة الثلاثينية، رغبتها في بيع مولودها قبل حتى أن يولد، وأضافت، لمحرري "الوطن"، الذين نفذوا مغامرة صحفية، بعد قراءة إعلان بيع الأطفال على السوشيال ميديا، أن الطفل الذي سيولد يقف عقبة في عودتها لزوجها الأول.
9 أشهر حملت غادة جنينها في بطنها، قدرتها بـ20 ألف جنيه، كسعر لمولودها المنتظر، وادعت، في فيديو سجلته "الوطن" للسيدة، خفية، أنها "لا تقوى على تربيته"، و"ليست بحاجة له" فذهب بها عقلها للاستفادة منه ببيعه مقابل المال.
ثلاثة مشاهد تلخص مغامرة "الوطن" مع غادة، بعد عرضها "مولد للبيع"، بداية من التأكد من منشور الفيس بوك، وصولا إلى تبليغ نجدة الطفل بالواقعة وموعد الولادة لاتخاذ اللازم وحماية الطفل.
البداية منشور على موقع التواصل الاجتماعي، قاد "الوطن"، لكشف مكيدة السيدة، التي بيتت النية لبيع جنينها، فالتواصل مع صاحب "المنشور" ساعدنا في الوصول لوسيط، وهي سيدة كبيرة تُدعى "أم حسن"، لنكتشف القصة الكاملة، عقب التواصل معها.
أكدت "أم حسن"، الوسيط، خلال مكالمة هاتفية، أن الفتاة لجأت لها، للبحث عن مشترٍ جاهز بالأموال، قائلة: "عاوزة استر عليها، أنا عندي ولايا، وجوزها اللي اتجوزته عُرفي، قطع الورق وهرب، حرام الواد من غير نسب، تبيعه وتاخد قرشين تبتدي بيها حياتها".
كانت تلك الكلمات هي من الدافع لاستكمال الأمر، وعُرض عليها المساعدة، مع الاحتفاظ بالطفل، إلا أن الرد جاء بالرفض: "لا هي عاوزة تبيعه خالص، مش عاوزاه".
مر ساعتين فقط عقب المكالمة، ونظمت الوسيط مقابلة مع السيدة الحامل، في تمام الساعة الـ7 مساء يوم الاثنين الماضي، في إحدى حدائق إمبابة، بمحافظة الجيزة.
حول طاولة مستديرة جلست "غادة"، السيدة الحامل، مع خالتها ووالدتها، والوسيط "أم حسن"، وبررت أنها تسعى لبيع الطفل، لتسديد ديونها، والعودة لطليقها الأول، قائلة: "عاوزة أرجع لجوزي الأولاني، وميعرفش إني عرفت راجل تاني، ولا إني حامل، عاوزة ارجعله، واسدد جزء من ديوني، لأن عليا إيصالات أمانه هتحبس بيهم، واديكم الواد، ومش عاوزة أعرفكم، ولا أشوف الواد تاني خالص".
وأكدت الوسيط، إنها بحاجة لمبلغ وقدره 20.000 جنيه، بالإضافة لتكاليف الولادة، التي أكدت إنها ستكون في عيادة خاصة، وليس مستشفى للهروب من الإجراءات القانونية.
وفي النهاية أبلغت "الوطن" خط نجدة الطفل 16000 لحماية المولود من مصير رسمته "أمه"، وتحققت نجدة الطفل من الأمر، وعملت على إثبات الواقعة.