رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

خلف كل انتصار على سرطان الثدي زوج أو حبيب أو صديق

كتب: غادة شعبان -

11:51 ص | الأربعاء 23 أكتوبر 2019

لوحة من رسم سالي

رحلة العلاج من سرطان الثدي طويلة، تحتاج فيها المرأة لمن يبعث فيها أمل الشفاء كل يوم ويبدد شبح المرض اللعين، لمن يدعمها ويساندها، وفي شهر "أكتوبر الوردي" الذي خصصه العالم في كل عام للتوعية بمرض سرطان الثدي، عايشت "الوطن" المتعافيات ولامست مشاعر الفرحة، وانتقلت معهن لسماع حكاياتهن عن مشاعر دعم من حولها، والوقوف بقوة لمواجهة المرض الخبيث.

بدأت "سالي" رحلة العلاج بصحبة زوجها الذي كان يرافقها ممسكاً بيدها، لطمأنتها وانتزاع الخوف من قلبها، وبدأ يشجعها على ممارسة فن الرسم الذي تفضله، لأنها تخرجت في كلية الفنون التطبيقية، وبعد أكثر من 17 عاماً من الابتعاد عن الرسم، أمسكت "سالي" الفرشاة والألوان من جديد وحاولت ترجمة معاناتها على أرض الواقع، وكانت أول رسمة رسمتها بعد 17 سنة عبارة عن فتاة بألوان تجمع بين الباهت والمضيء.

لحظات مريرة واجهتها "سالي"، بين التوتر والضعف والقلق، فالأمر لم يكن هيناً عليها ولم تكن الحرب سهلة وكانت المحنة تختبر قوتها وصبرها هي ومن حولها، وعن هذه الرحلة قالت: "بدأت رحلة العلاج بـ4 جلسات كيماوى، أوردة إيدى احترقت منها، بعدها دخلت العمليات وعملت استئصال للورم".

"طمأنينة وتشجيع وتحفيز"، هذا ما وجدته "سالي" من زوجها، فقد كان هو العون لها في رحلتها المريرة، ولم يتغيب عن جلسة واحدة من جلسات الكيماوى التي كانت تخضع له، وأضافت: "زوجي ماكانش بيسيبني طول الوقت، من بداية أول جلسة لآخر جلسة، وشجعني أفتح معرض خاص بيا، وأعرض لوحاتي خلاله".

علامات السعادة والانتصار ارتسمت على وجه "رزان"، ابنة الـ33 عاماً، بعد آخر جلسة علاج وإعلان الطبيب انتصارها وهزيمتها لسرطان الثدي، بعد رحلة علاج طويلة استمرت 3 سنوات، حاربت السرطان خلالها بضراوة لأكثر من مرة، وخرجت من رحلتها الطويلة بروح إيجابية وأصبحت لديها الرغبة في نقل تجربتها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، لتكون من خلالها منارة تضيء الطريق لغيرها من محاربات السرطان.

تجربة "رزان" لم تكن سهلة، لكنها وجدت من خطيبها ورفيقها الأمل والثقة والعزيمة والإرادة، وقالت لـ"الوطن": "أصبت بسرطان الثدي منذ 5 أعوام، رغم أنني لم أكن أشكو أي أعراض، وكنت دائماً أواظب على الفحص الدورى، وذات مرة وجدت "تورماً"، فأسرعت بالذهاب إلى الطبيب فطلب إجراء فحوص، وكانت النتيجة إيجابية".

الخبر كان بمثابة الصدمة، لكن "مصطفى"، 35 عاماً، لم يتخل عن حبيبته، وظل معها على العهد بينهما، ورافقها في رحلة علاجها، مسانداً وداعماً لها، ولم يستمع للأقارب والأصدقاء الذين طالبوه بتركها لتدهور حالتها الصحية واحتمالية عدم إنجابها لكونها تعاني من مشكلات أخرى في الرحم، وقطع 450 كم برفقتها لتتلقى علاجها الكيميائي في معهد صالح عزيز، المستشفي الوحيد المتخصص في علاج السرطان في تونس، وعن هذه التجربة قالت: "ظل يعانقنى ويحفزنى ويقول لى ستهزمين السرطان فأنتِ قوية، وسأكون معكِ طوال الوقت، وظل مردداً السرطان مثل البرد يدخل الجسد ونستطيع طرده بأنفسنا" مرت "رزان" بلحظات صعبة وقاسية، لكن وجود "مصطفى" بجانبها خفف عنها آلم المرض اللعين، وتابعت: "كنت أقول له اتركنى، وما تربط نفسك بى، فيرد سنخوض الحرب سوياً وسننتصر، وسنتزوج مهما كلفنا الأمر".

محاولات كثيرة كان يقوم بها "مصطفى" لبث السعادة على وجه محبوبته، ورغم سقوط شعرها، الذي كان سر جمالها، ظل يتباهى بها، وتخلى عن شعره من أجلها.

ظروف قاسية تعرضت لها "سهير"، صاحبة الـ30 عاماً، عقب اكتشاف إصابتها بسرطان الثدي، لتجد خطيبها يخرج من حياتها شيئاً فشيئاً، فلم تذق حلاوة الدنيا في رحلتها مثلما تخيلت، وقالت في حزن: "أنا سورية واكتشفت المرض بالصدفة، ولما أبلغت خطيبي، طلب ننفصل في هدوء". الصدمة التي تلقتها "سهير" من خطيبها كالقشة التي قصمت ظهر البعير، لتجد نفسها وحيدة وتخوض معركتها بمفردها، لذا قررت الابتعاد عن موطنها، لتتناسى ما بدر من حبيبها، واستكمال مشوار العلاج بالسفر لتركيا، حيث تقطن شقيقتها، وهناك استطاعت هزيمة السرطان، وتلقت أثناء رحلتها العلاجية عروضاً كثيرة للعمل في إحدى شركات السياحة، بعدما تعرفت على صديق لها وتطور الأمر بينهما لقصة حب، وتوسم فيها الذكاء والثقافة، وأصر على الزواج منها رغم معارضتها له في البداية لكونها مريضة ومن الممكن عودة المرض لها من جديد، إلا أنه أصر على عرضه، وتزوجا وأسسا حياة هادئة مستقرة، ووصلت في حياتها العملية لإدارة الشركة، واختتمت حديثها بالقول: "حسيت إن ربنا بيكافئني على صبري".