وافق مجلس النواب، على تعديل قانون العقوبات الخاص بالنفقة، وإرساله لمجلس الدولة لأخذ رأيه، وبحسب التعديلات الجديدة فإنه تم تغليظ العقوبة على الأزواج الممتنعين عن دفعة النفقة فتم رفع الغرامة من 500 جنيه إلى 5000 جنيه، بينما أصبحت عقوبة الحبس مدة لا تزيد عن سنة.

ومن جانبه حلل محمد هاني، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، الآثار النفسية المترتبة على الأطفال حينما يتولد لديهم إحساس امتناع آبائهم عن دفع مستحقات النفقة الشهرية، حيث قال لـ"الوطن": "تمكن المسألة من وجود خلافات ومشاحنات بين الأزواج والزوجات، والتي ربما يعلم بها الطفل ولكن يفتقد لتفاصيل كثيرة، مما يتملكه إحساس عدم قدرتهم على استكمال حياتهم الزوجية نتيجة الضغوطات المستمرة التي تؤثر بالسلب على نفسية الأطفال".

وتابع هاني: "تحاول الأم توصيل فكرة استقلال الأب ماديا وعدم رغبته في الإنفاق على الأطفال، إلى جانب انشغاله عنهم في أدق التفاصيل، وهو ما يولد الحقد والكراهية في نفوسهم، مما يجعلهم يبدؤون بشكل تدريجي التقليل من شأن الأب كونه غير متواجد بشكل أساسي داخل حياتهم، مما يعطيهم الإحساس بانعدام الثقة بهم".

"يتحول الطفل لشخصية غير سوية ومتزنة فيصبح شخص مهزوز الثقة وعشوائي إلى جانب سيطرة القلق والإحباط على حياته".. بهذه العبارة واصل هاني حديثه، مشيرا إلى فقدان الطفل لأهم حقوقه الشرعية في الحياة، وهو ما قد ينتج نتيجة المشاحنات والمعتقدات التي تبثها الأم في نفوسهم من ضغائن وكراهية تجاه الأب، وهو ما يجعله يتصف بالتخبط والعشوائية، إلى جانب يصبح شخص غير مستقر، والذي ينعكس بالسلب على حياته في المستقبل، ويدفعه لارتكاب الكثير من الجرائم.

واختتم "هاني" حديثه موضحا أن الأبوين يحاولان بشتى الطرق السيطرة على عقول الأطفال، ومحاولة إقناعهم بكون الطرف الآخر هو المتسبب فيما هم عليه، ويجبرهم على عدم روية الآخر على جميع الأصعدة.