كتب: سحر عزازى -
12:25 ص | السبت 10 أغسطس 2019
داخل مذبح السيدة زينب، تقف "نحمده"، بجسدها النحيل، والملابس المتهالكة، تشكوا حالها للزمن، فسبحانه من بدل حالها لحالِ آخر، فلم تعد معلمة المذبح التي كانت تسيطر داخل المذابح بالعجول، والأضاحي، لتصبح مثلها كمثل أي بائع، تنتظر "قوت يومها" من بيع الكبدة وحلويات اللحوم، تارة تبيع، وأخرى لا يتحرك ميزانها قط.
"كان بيقف لى فى السوق رجالة بشنبات"، هكذا تحكى السيدة الستينية، مؤكدة أنها تمر عليها أيام ولا تبيع كيلو، نظراً لقلة الإقبال بشكل ملحوظ، وعدم قدرتها على المنافسة والذبح، قائلة: "كنت جزارة ليا اسمي فى السوق، بس مفيش حاجة بتفضل على حالها".
وتابعت: "تعلمت فنون الجزارة على يد والدي، فى عمر السادسة، وخبرة السنين علمتني".
تذهب نحمده، للمذبح مع طلوع الشمس، وتحصل على ما يكفيها من بضاعة، ثم تتجه إلى السوق لتبيعها بأقل من سعرها لجذب الزبائن: "بجيب الكبدة بـ80 جنيه وببيعها بـ70 وبرده محدش بيشترى".
وعن سندها بالسوق، تؤكد السيدة الستينية، أن شقيقتها الصغرى وبناتها وأحفادها الصغار، هم من يساعدونها بالبيع، فهي تكافح لشراء دوائها وتوفير قوت يومها، حتى لا تمد يدها للغير، خاصة بعد وفاة زوجها وانشغال أولادها بحياتهم، ولا تتنازل عن المهنة والخبرة التى اكتسبتها على مدار سنوات طويلة، وتصر على الوجود فى السوق ولو بفرشة صغيرة: "أحسن من مفيش".