"أنا واحدة مشتبه إصابتها، ليه يأخروني"، بهذه الجملة اعترضت هند محمود (35 عاما) على تأخير إحالتها الطبية للعلاج من سرطان الثدي بعد اكتشاف إصابتها بـ"المرض اللعين"، حين شاركت في المبادرة الرئاسية لـ"سرطان الثدي"، ولكن زاد الأمر سوءًا بمجرد أن تقرر لها تحديد موعد الإحالة بعد مرور 30 يومًا من اكتشاف الإصابة، فانتابتها حالة من الصدمة والذهول بل تحولت إلى بكاء مستمر ونوبات اكتئاب حادة.

وتحكي "محمود" وعيناها تذرفان الدمع، أنها أجرت الكشف الطبي المبدئي قبل 5 أيام، بمركز صحة أسرة العمراوي بمنطقة المعمورة، واكتشفت ظهور كتل ورم على ثدييها الاثنين، حتى تقرر لها الإحالة إلى مركز سوزان مبارك لصحة وتنمية المرأة، وتحديد بداية أغسطس لإجراء الأشعة والفحوصات الطبية اللازمة.

وتضيف السيدة الثلاثينية، لـ"الوطن": "مش المفروض كل دقيقة بتفرق في حياة المريض، وكل ثانية كشف مبكر بتفرق في علاج المرض"، معبرة عن خوفها الشديد من تأخر إجراء الأشعة، بعد أن أقرت بطاقتها الطبية أنها مستهدفة بالتوعية والفحص الإكلينيكي، مشيرة إلى أنها تزن نحو 90 كيلوجراما، على طول 162 سم، وتبلغ مؤشر كتلة الجسم نحو 34، ونسبة السكر في الجسم 97%.

وعندما أبدت اعتراضها على تأخر موعد الإحالة، قدمت لها المثقفة الصحية نصائح تتمثل في أهمية الفحص الدوري، وإجراء طرق الفحص الذاتي شهريًا، بجانب أهمية الحفاظ على قياس السكر والضغط مرة كل 6 أشهر، واتباع نصائح طبيب تنظيم الأسرة لحماية العملية الإنجابية، مؤكدة أن الكشف المبكر يساعد على السيطرة العلاجية على الأمراض وزيادة نسبة الشفاء.

الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، قال إن تلك الحالة بالتحديد أجرت العديد من الشكاوى وأرسلتها إلى مديرية الشؤون الصحية، معربة عن خوفها وقلقها نتيجة اشتباه إصابتها بسرطان الثدي، موضحًا أن مواعيد الإحالة يجرى تحديدها بناء على نظام إلكتروني دقيق، غير قادرة المديرية على تعديله سواء تأخيره أو تقديم الموعد.

وأضاف "عثمان"، في تصريحات لـ"الوطن"، أن الوحدات يوميًا تستقبل عددا كبيرا من المنتفعات، وتفصلها بين الحالات السلبية والمشتبه بها، حيث إنه يقرر اختيار موعد ومكان الإحالة بناء على البرنامج الإلكتروني الذي اعتمدته وزارة الصحة، دون تدخل من مديريات الشؤون الصحية على مستوى المحافظات، مؤكدًا أن الخدمة المقدمة واحدة على مستوى المنتفعات دون تفضيل واحدة عن أخرى.

وفي نفس السياق، أكدت الدكتورة فيروز سلطان، مدير عام الشؤون الوقائية والرعاية الأساسية بمديرية الشؤون الصحية في محافظة الإسكندرية، أن العمل مستمر بالوحدات المشاركة مع دخول المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة أسبوعها الثالث، والتى تشمل الكشف المبكر عن أورام الثدى وأمراض السكر والضغط.

وأوضحت "سلطان" أن نحو 116 وحدة صحية جرى اختيارها في ظل عمل مكثف بجميع الوحدات العلاجية والوقائية المشاركة في الحملة بمحافظة الإسكندرية، مشيرة إلى أن الوحدات تستقبل المنتفعات من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة مساء يوميًا، في حين أن العمل بمراكز الإحالة للحالات التي يشتبه في إصابتها بأورام الثدي يكون من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء يوميا، مؤكدة أن جميع الخدمات المقدمة مجانية تمامًا، وغير مطلوب من المنتفعة سوى بطاقها شخصية ورقم الهاتف.