رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"إيمان" ضحية "ختان الإناث": "معرفتش شعور المتعة"

كتب: هدى رشوان -

05:17 م | الخميس 13 يونيو 2019

طفلة

أطلق المجلسان القومي للطفولة والأمومة، والقومي للمرأة، حملة "شهر بدور" للقضاء على جريمة ختان الإناث، بحضور عدد من الشخصيات والجهات المعنية بحماية الأطفال والفتيات، ويتزامن إطلاق الحملة مع اليوم الوطني للقضاء على ختان الإناث الذي يوافق 14 يونيو، وهو اليوم الذي شهد مقتل الطفلة بدور على يد طبيبة بالمنيا عام 2007.

خاضت إيمان تجربة لم تكن تتوقع أنّ تخوضها يومًا وهي بعمر الـ12، حين سافرت إلى جدتها في الصعيد لقضاء عطلتها الصيفية التي طالما حلمت بها وانتظرتها بفارغ الصبر، لتصطدم بواقع مرير عقب وصولها.

لم تستمر سعادة إيمان طويلًا، إذ ألحّت جدتها على والدتها بضرورة إجراء الختان لها حرصًا منها على عفتها وشرفها، قائلة: "طاهرتي بنتك؟"، لترد الأم: "لسا بدري على الموضوع ده".

زاد إلحاح الجدة على الأم مرارًا وتكرارًا بضرورة إجراء الختان للفتاة الصغيرة: "البت كبرت ولازم تطاهر"، وهو الأمر الذي وقع على سمع إيمان ولم تكن تعي وتفهم ما يقولونه من حديثهن.

ضغوط متكررة من قبل الجدة على الأم لإجبارها وتحفيزها على الأمر، بالقول: "هتحمل تكاليف الحكاية، وهدبر اللازم".

حُفر اليوم في ذاكرة إيمان وظل ملازمُا لها طيلة عمرها، تتذكره وكأنه حدث للتو: "عادت أمي لأبي، الذي قال لها: (اعملولها اللي فيه المصلحة)، وجاءت والدتي في اليوم التالي خلال جلوسي في شرفة المنزل، وقالت لي إنّ أحدا سيبتر جزءا من أعضائي التناسيلية".

وعن تفاصيل الليلة تقول إيمان: "دخلت غرفة الجلوس ووجدت العديد من النسوة هناك، بعدها أدركت أنّهن جئن بغرض الإمساك بي وتثبيتي، إذ يحضر عادة الكثير من النساء لتثبيت الفتاة في مثل تلك الحالة".

"لا أتذكر الصراخ".. بهذه العبارة واصلت إيمان حديثها لـ"الوطن" قائلةً: "أتذكر حجم الألم المثير للشفقة الذي شعرت به، أتذكر الدم الذي سال في كل مكان، وأتذكر إحدى الخادمات عندما رأيتها حقيقة وهي تلتقط قطعة اللحم التي اقتطعوها للتو من جسدي، أتذكرها لأنها كانت تمسح الدم الذي كان في كل مكان، نزفت كمية كبيرة من الدم وأغمي عليّ من النزيف".

واستطردت إيمان قائلةً: "صرخت أمي بصوت عالٍ البت ماتت، لكن النساء أكدوا لها أنّني ما زلت على قيد الحياة، أعطتنى (الداية) حقنة أوقفت النزيف بسرعة، لكن الألم لم يزل، ما تسبب في حدوث عقدة خاصةً في ليلة زفافي، وجعلتني أعيش أيامًا مريرة مع زوجها خلال شهر العسل، حتى في كل مرة تمارس فيها العلاقة الحميمية مع زوجها يبقى الأمر عائقًا بينهما، رغم كونها متزوجة من أعوام كثيرة ولديها طفلين، إلا أنّها لا تعرف شعور المتعة الجنسية".