رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"صاحب للإيجار".. شركة تقدم خدمة جديدة عبر "فيس بوك".. وخبير علم اجتماع يعلق

كتب: روان مسعد -

11:24 ص | الأربعاء 05 يونيو 2019

صداقة

ظاهرة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، اسمها وحده يلفت الانتباه، "صاحب للإيجار"، جملة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية أيضا هي عنوان على إحدى الصفحات التي تجاوز عدد متابعيها آلاف، أول ما يلفت الانتباه، هو التساؤل، "هل يمكن حقا تأجير صاحب؟".

هذا التساؤل أجاب عليه "سقراط" أحد القائمين على الصفحة، ومدير التسويق الخاص بها لـ"هن"، "أيوة ده مش هزار، دي شركة بجد، وهنقدم خدماتنا بعد العيد، بس اللي حصل إننا كنا بنجرب في الأول نشوف الناس هتتقبلنا ولا لأ".

منشور واحد على صفحة "صاحب للإيجار" حظي على آلاف التعليقات والتساؤلات عن هذا الصديق الغامض الذي يمكن تأجيره، الفكرة أتت ثمارها بالفعل، رغم عدم تطبيقها حتى وقتنا الحالي على أرض الواقع، فبمجرد أن يحاول المستخدم طلب صديق للإيجار ترد عليه الصفحة أوتوماتيكيا، "أهلاً بك بنشكرك على التواصل معانا إحنا مش متاحين في الوقت الحالي.. تابعنا الأيام اللي جاية عشان تتعرف على خدمتنا اللي هتتفعل قريب".

تأثير "تأجير الأصدقاء" على المجتمع، وجدوى تلك المبادرة، تحدث عنها الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع، في تصريحات لـ"هن"، مؤكدا على أنها أفكارا غربية يستوردها المجتمع المصري، ستقابل بإحسان في البداية ثم سيلفظها سريعا لأنه يرفضها عاطفيا ونفسيا، ولا يمكن أن يؤجر صديق يستمع له دون وجود مساحة راحة شخصية بينهم.

وأضاف أبو الحسن في تصريحاته، شارحا تلك الظاهرة، "استعصت عليهم فكرة الجيرل فريند أو البوي فريند، التي رفضتها المجتمعات العربية الإسلامية تماما عدا بعض الدول مثل تركيا ذات الطابع الأوروبي، فأرادوا إعادة إنتاج تلك الفكرة مرة أخرى عن طريق صاحب الإيجار"، مضيفا أن الفكرة تنشط بسبب إضفاء قيمة عليها، "اللي يخلي هناك محفز إنها تنشط في دماغك أنها بفلوس ولها قيمة".

وأوضح أن فكرة اختيار الاسم "صاحب للإيجار" مرفوضة من الأساس، معتبرها إعادة إخراج لمسميات يرفضها المجتمع، "أنا شاكك في نواياها ولكنها فكرة مرفوضة في المدار العرفي والثقافي في العالم العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص" موضحا أن الشخص ليس من السهل أن يعتاد على الغريب ويروي له تفاصيل تخص حياته ليشعر بجانبه الراحة النفسية، "مستحيل حد يحكي لواحد غريب أوجاعه وتقلباته النفسية، ده لما بيبقى صاحب بقاله 20 سنة بيختلف عن اللي بقاله سنتين في مسألة الراحة دي".

"لا يبارك الله في صداقة قائمة على العمل"، هكذا لخص أبو الحسن الجدل حول صاحب للإيجار، في هذا الموروث الثقافي، مضيفا أن الفكرة تلقى رواجا لأنها معتمدة على ما يسمى بالدعاية الاجتماعية، "الواحد لما بيعمل دعايا لحاجة بيجيب 10 والـ10 بيجيبوا 100، زي ما واحدة تشتري حاجة وتروج لها أنها حلوة أوي فصحابها يجربوها، والظاهرة دي اجتماعية بالأساس، فهيحصل انفجار دعائي، ودي حاجة مفهاش مكسب وخسارة كبيرة، فالناس هتجرب".

جميعها حيل يجري الترويج لها تحت مسميات مختلفة بحسب أستاذ علم الاجتماع، "أتمنى متكونش وسيلة للتعارف بين الشباب والبنات، ده كلام فاضي مبني على الشبهات"، ولذلك تحتاج تلك الأفكار إلى فتح الأبواب والأقفال، الموجودة في عقليات البعض الذين يرفضوها، "لما حد هيجرب هيفتح القفل لناس كتير تجرب، وهيمشي يقول أنا أجرت واحد دمه خفيف، واحد جدع، واحد مخدش اجرته"، وهو ما يجب رفضه من الأساس".

ووضع أبو الحسن بعض الحلول لسد فجوة غياب الصديق في بعض الأوقات، وهو اللجوء للمقربين، "زي قرايبك من بعيد، زي جيرانك، زي صاحب صاحبك، عادي كلمه واطلب تتمشى معاه شوية، واخرج ساعتين سينما مع أي حد، ده أكيد أفضل من صاحب للإيجار".

 وأكد أن تلك الفكرة ستظل مرفوضة في العمق الاجتماعي من الناحية النفسية والعاطفية، "يجب أن تقاوم ولا نساهم في نشرها، بل محاربتها".

واختتم أبو الحسن تصريحاته، مؤكدا على أن تحويل الفكرة من تأجير أصدقاء إلى شركات خدمات سيكون أفضل كثيرا، "هاتلي واحد يشيلي الشنط، وده موجود في بلاد فقيرة، عايز مستشار ينزل معايا الأسواق، وانا بشتري عفش بيتي مثلا، أو جواز بنتي، زي الخبير في البلاستيك والأخشاب وغيره وده بيحصل في الصين".