حالة من اليأس والإحباط تعيش فيها "سارة" بعد إصدار الدكتور عبدالعزيز قنصوة محافظ الإسكندرية، تعليماته بوقف أعمال الرسم على سور "استاد الإسكندرية"، وتولي كلية "الفنون الجميلة" مهمة أعمال التجميل والتزين بالاستاد.

فيما اعترضت الطالبة سارة رجب، 22 عاما، طالبة في المعهد العالي للآثار، شرق الإسكندرية، والمكلفة برسم جداريات استاد الإسكندرية، من جانب الشركة المنوط لها أعمال التطوير في الاستاد لاستقبال بطولة كأس أمم أفريقيا، على قرار وقف أعمال الرسم، موضحة أنها سعت لشهور كثيرة لتحقيق حلمها بالمشاركة في تطوير الاستاد.

وأضافت "سارة"، لـ"الوطن"، أن منذ إعلان تنظيم مصر لبطولة كأس أمم أفريقيا، تقدمت إلى حي وسط الإسكندرية، بمقترح للرسم الجرافيتى عن أفريقيا تزيين سور استاد الإسكندرية استعدادا للبطولة، لافتة إلى أن السور عبارة عن الطوب، وتقرر تغطيته برسوم جرافيتى تعبر عن أفريقيا احتفالاً باستضافة كأس الأمم الأفريقية.

وأكدت أنه تم عرض عدد من الرسومات على الاستشارى الفنى لشركة التطوير، وتمت الموافقة عليها، حيث إنها الشركة المنوط لها تنفيذ أعمال التطوير بالاستاد والسور الخارجى، مشيرة إلى أنه تقرر رسم 18 جرافيتي، وتم الانتهاء من 6 رسومات في 12 يوما فقط، بمجهودها الذاتي ودون مساعدة من أحد، بالرغم من أعمال الرصف وتمهيد الطرق التي ينفذها حي وسط.

وتابعت: "كنت بواصل الليل مع النهار وبفطر في الشارع من أول رمضان، وبقف في عز الحر علشان أنجح وأنفذ الرسومات بالشكل اللائق، وكنت بستحمل سخافات وعبارات سخرية كثيرة، لكن عبارات التشجيع والاعجاب من المارة كانت أكتر، وهي اللي كانت بتديني القوة أكمل، لكن بعد قرار وقف الرسم بيحطموا حلمي ويمحوا مجهود شهور في يوم وليلة".

وأشارت إلى إنها رسمت بدون أي مقابل مادي، وكانت تسعى لتحقيق حلم حياتها الذي كانت تسعى وتدرس من أجله، موضحة أن بجانب هوايتها في الرسم، فهى تدرس ترميم آثار، والذي من ضمن مواده الدراسية، مادة "التصوير الجداري" والتي تتحدث عن رسم الجرافيتي على جدران بمساحات كبيرة، وهذا يتيح لها فرصة ممارسة العمل بشكل مهني وأكاديمي، وليس هواية فقط.

وأوضحت أنها كانت تأمل أن تنتهي من الـ12 رسمة المتبقية قبل نهاية شهر رمضان، ساعية أن تكون بالصورة اللائقة بالحدث وبتاريخ مصر وأفريقيا، مؤكدة أنها لن تتنازل عن حقها في استكمال رسم سور استاد الإسكندرية، وأن ليس من حق أحد أن يسرق حلمها ويحطم طموحها أياً كان منصبه، والقانون سيكون الفيصل بينها وبين كل من تسبب في وقفها عن العمل بدون أي وجه حق.