رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"بنت أصول".. حنان كمال ساندت زوجها المريض رغم إصابتها بالسرطان مرتين

كتب: يسرا محمود -

08:43 م | الجمعة 03 مايو 2019

حنان كمال

ابتلاء مفجع، استقبلته بنفس راضية وقلب محب كعادتها، متقبلة قضاء الله بمرض زوجها، متفانية في دعمها له، متجاهلة أوجاعها الجسدية وآلام إصابتها بالسرطان المتوغل في جسدها، ساعية بكل طاقتها لمساندته نفسيًا، وتوفير الدعم المالي له، من خلال العمل لساعات طويلة، حتى عادت روح الصحفية حنان كمال إلى خالقها صباح اليوم.

رحلة طويلة ومرهقة خاضتها "حنان" مع شريك حياتها الصحفي أحمد نصر، تسرد تفاصيلها صديقا الراحلة، خلال حديثهما لـ"الوطن".

"حادثة أحمد من 8 سنيين، قلبت حياته كلها لغاية دلوقتي".. عبارات مقتضبة يوضح بها الإعلامي محمد الدسوقي رشدي، بداية أزمة "زوج حنان" الصحية، عند تعرضه لحادث سيارة عنيف، خلال طريق عودته إلى مصر في 2011، في أعقاب ثورة 25 يناير، بعد تركه عمله المربح في المجال الإعلامي بالدول العربية، ليستقر في وطنه، رغبة منه في المشاركة في بناء بلده مع زوجته عقب تنحي مبارك.

شهرين ونصف قضاها "نصر" في غيبوبة كاملة، دون أن تفقد "حنان" الأمل في شفائه، وسط عملها لساعات طويلة، لتوفير مصدر دخل على مرضه، ليصفها صديقها "الدسوقي" بـ"أيقونة حنان وقوة"، متابعًا: "كلنا اتعلمنا من وقوف حنان جنب جوزها.. الله يرحمها ويصبرنا".

مطالبات مستمرة من الأطباء برفع أجهزة التنفس الصناعي عن أحمد، ترفضها "حنان" بشدة مؤمنة بتعافيه، رغم التقارير المحبطة عن حالتها الصحية، الكاشفة عن وفاته إكلينيكيا، لتحكي صديقتها الجامعية أمنية طلعت موقفها حينها: "رغم أن أهله كانوا موافقين على كلام الدكاترة، إلا أنها صممت ماتشيليش الأجهزة طالما لسه في نفس"، وبالفعل صدقت نبؤتها، وتجاوز شريك عمرها الغيبوبة، وسط صدمتها بإصابته بفقدان جزئي للذاكرة، وتآكل بعض خلايا بجسده تسببت في عدم قدرته على الحركة، لتتحول زوجته إلى عكازه وسنده وذاكرته المفقودة.

بشرى سارة زفت للمقاتلة القوية في 2014، عند علمها بشفائها من الورم الخبيث، مع بقاء بعض الخلايا السرطانية في منطقة الظهر تحت السيطرة الطبية، مستكملة دعم زوجها وأبنائهما بالحب والمال، "كانت بتشتغل ليل ونهار، علشان علاج جوزها كان بيكلف كتير أوي، ده غير مصاريف المدارس"، وفقًا لراوية "طلعت".

فرحة الصحفية الراحلة بالانتصار على "سرطان" لم تكتمل، لمهاجمة الورم الخبيث منطقة الكبد، متوغلا من ظهرها حتى ذلك العضو الحيوي في الجسم، لتبدأ طريقا شاقا مع "الكيماوي"، المسبب آلام شديدة لها، تثقل مهمتها في العمل المستمر، الذي لم تتركه من أجل حياة آمنة لأسرتها، ودعم زوجها، الذي بدأ في التحسن والقدرة البسيطة على الحركة.

الآلام تستبيح جسدها الهزيل، العاجز عن المقاومة، فيما ازدادت حالاتها الصحية سوءًا، حتى قرر الأطباء وقف علاجها منذ شهرين، لتمكن المرض منها، لترحل في هدوء، تاركة إرثا ضخما من الحزن على فراقها.

وكانت إيمان كمال، شقيقة حنان، أعلنت وفاتها، صباح اليوم، بعد صراع طويل مع مرض السرطان امتد لسنوات، ونعاها عدد كبير من الوسط الإعلامي على رأسهم هشام يونس الذي كتب على صفحته الشخصية على "فيس بوك"، "آن أوان الراحة الأبدية لكي يسكن الجسد وتستريحي من الألم.. لترتفعي في سلام.. المجد للروح الصابرة.. وداعا حنان كمال".