رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حبوب الغلة فيها سم قاتل.. القصة الكاملة لانتحار 3 فتيات في البحيرة

كتب: الوطن -

02:42 م | الأحد 28 أبريل 2019

انتحار فتيات البحيرة- صورة أرشيفية

على مدار الـ48 ساعة الماضية، تابع العديد من المواطنين بشدة الواقعة الأبرز في محافظة البحيرة، بعد تداول أنباء عن انتحار 3 فتيات بمركز كفر الدوار، بسبب تناولهن لأقراص حفظ الغلال السامة.

"أزمة نفسية".. هو السبب الذي رُجح، في بادئ الأمر بأنه الدافع لانتحار الفتيات الثلاثة، وتلقى اللواء مجدي القمري، مدير الأمن، إخطارا من اللواء محمد هندي مدير المباحث الجنائية، يفيد بالواقعة، وبالفحص، تبين ورود إشارة من مستشفى كفر الدوار العام، "إ. م. ف" 17 سنة طالبة، و"د. س. ع" 15 سنة، ابنة خالة الأولى، جثتين هامدتين لتناولهما حبوب حفظ الغلال السامة، ما أدى إلى مصرعهما في الحال، وحرر المحضر اللازم بالواقعة، مساء الجمعة الماضية.

وعقب ذلك، ورد بلاغ من مستشفى كفر الدوار، بوصول "أ. م. ف" 12 سنة، طالبة وشقيقة الضحية الأولى، جثة هامدة لتناولها حبوب سامة لحفظ الغلال، ما أدى إلى مصرعها في الحال حزنا على وفاة شقيقتها وابنة خالتها، ونقلت جثث الفتيات الثلاث إلى مشرحة مستشفى كفر الدوار، للتصريح بدفنهن.

ومع الساعات الأولى من صباح أمس، وبدء التحريات الأمنية الأولية لضباط مباحث البحيرة، كشفت أن الفتيات الثلاثة، أقدمن على الانتحار لتعرضهن لضغوط نفسية بسبب خلافات أسرية.

ومن ناحيتها، نفت والدة الفتاة الأولى وجود شبهة جنائية في الواقعة، مؤكدة تناول ابنتها وابنة خالتها قرصا ساما لحفظ الغلال بطريق الخطأ، كما نفت وجود خلافات أسرية وراء الحادث.

وبالتزامن مع ذلك، تواصلت "الوطن" مع جار ضحايا البحيرة، طاهر المهدي، معلم اللغة الإنجليزية، الذي نقل ملابسات وفاتهن وفقًا لرواية الجيران، وشاهدوهن يتقيأن ما في جوفهن على باب منزلهن بمجرد عودتهن من الخارج وقبل صعود درج البيت لدخوله، إذ سارع والد الشقيقتان والجيران بنقلهن إلى المستشفى حتى ماتت اثنتين منهما في الطريق وقبل الوصول إلى مستشفى كفرالدوار العام.

وأكد طاهر أن إحداهن كانت تلميذته ولم يلحظ عليها يومًا اضطرابًا ما، ولا يرجح رواية انتحارهن، إذ يرى أنه ربما لو تناولن أقراص حفظ الغلال السامة كان ذلك على سبيل الدُعابة أو التجربة، ليشير كذلك إلى رواية أخرى يتداولها الجيران بأنهم شاهدوا الفتيات يأتين من ناحية "الكوبري الواطي" وكان تناولن "زلابية" ليرجحوا بأنها ربما سبب في وفاتهن إذا كانت فاسدة.

"أكلت من اللي أختي أكلت منه"، العبارة التي يرددها الجيران نقلًا عن فتاة زميلة لإحدى المتوفيات تقول بإن "أصغرهن" هي مَن قالت ذلك عند سؤالها عن سبب ما حدث لهن، وتوفيت الشقيقة الكبرى وابنة خالتها في نفس يوم الواقعة وهو الأربعاء وجرى دفنهن عصر الخميس الماضي، بينما توفيت الفتاة الصغرى مساء الخميس ما بين توقيت صلاتي المغرب والعشاء، على حسب رواية جارهم طاهر المهدي.

حبات حفظ الغلال، تستخدم في الأساس كمبيد لحفظ غلة القمح في البيوت الريفية، وهو ما يجعلها أسرع وسيلة في البيت الريفي للتخلص من الحياة، وفقا لحسين أبوصدام نقيب عام الفلاحين، في حديثه لـ"الوطن"، مؤكدا خطورة تلك الحبة السامة ترجع لسهولة استخدامها في المناطق الريفية وخصوصًا أنه يجري الاعتماد عليها، لمواجهة تسوس القمح، لكن بشرط أن يتوافر لها الأمصال المضادة ولأي مبيد سام يجرى استخدامه، مؤكدا ضرورة مراعاة ألا يقع ذلك المبيد في أيدي الأطفال.

ولم تكن تلك أول حالة  تلجأ إلى حبوب الغلال "القاتلة" من أجل الانتحار، ففي يناير الماضي، انتحرت ربة منزل بمركز إيتاي البارود في البحيرة، بتناول حبوب حفظ الغلال السامة لمرورها بحالة نفسية سيئة بسبب خلافات أسرية، فيما استخدم سائق "توك توك" بقرية نكلا العنب التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، تلك الحبوب ديسمبر الماضي، نظرا لمروه بحالة نفسية سيئة.

ومع تزايد أعداد المنتحرين بتلك المادة السامة، تقدمت أمل زكريا عضو مجلس النواب، عن محافظة البحيرة، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة، طالبة فيه منع تداول حبوب حفظ الغلال، للجوء المواطنين إليها من أجل الانتحار نظرا لسهولة استخدامها.

وأوضحت النائبة أمل زكريا، لـ"الوطن"، أن تلك "الحبوب القاتلة" منتشرة بسهولة أمام جميع الفلاحين لحفظ غلالهم، ومع الرواج الأخير لها أصبح الشباب يستخدمونها في التهديد من أجل الانتحار لكن بمجرد استخدامها يصاب بالتسمم، مشددة على أهمية دور وزارة الزراعة في وضع آليات محددة لاستخدام تلك "المادة" وعدم بيعها بسهولة.