لم تنظر لأنوثتها، لم تهتم لكونها امرأة، من البديهي أن تبحث عن راحتها، ربما ظروف قهرية دفعتها كي تعمل بالسواقة على إحدى عربات الأجرة، أو شغفًا منها بالمهنة، لا تهم الأسباب هُنا، فتمسكها بطفلتها وانعكاس مشاعر الأمومة على مهنتها كـ"سائق" كان "سيد الموقف". 

في لحظة أقل من الثانية، أُلتقطت لإحدى السيدات، في الثلاثينات من عمرها، والتي تعمل سائقة "ميكروباص" من موقف العاشر للعبور، صورة وهي تحتضن طفلتها الصغيرة أثناء القيادة، أثناء تأدية عملها، وكأنها أرادت أن تجمع بين فطرة الأمومة، ومسؤوليتها تجاه ابنتها، والرُكاب في آن واحد. 

 صورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدين ببطولتها، وبحنانها تجاه طفلتها أثناء عملها، مُعلقين:"ست بمية راجل". 

"أقوى ما فيها ضعفها تستاهل كل الاحترام والدعم" هكذا وصفتها شيماء عماد، صاحبة الـ 20 عامًا، والتي التقطت تلك الصورة، قائلة:"أنا أول مرة أركب معاها، ست ذوق جدًا ومعاملتها كويسة مع الركاب والسواقين، سواقتها هادية جدًا".

وأضافت "شيماء" خلال حديثها لـ "هُن": "ملفتش نظري إنها ست وسواقة بين كل الرجالة، لفتت نظري بنتها الصغيرة، وهي بتطبطب على كتفها، وحطت راسها على كتفها وكانت عايزة تنام فخدتها في حضنها و نيمتها و هي شغالة، فقررت أصورها، استأذنتها ورحبت جدًا". 

وتابعت صاحبة الصورة:"لأنها ست بتراعي تقعد الرُكاب البنات من قُدام وجنب بعض والرجالة في الكرسي الأخير".