"جمعهما بيت واحد بعد أن تخبطا في الحياة لسنوات.. ورأيت بعيني علي بحر وأصداف في شوارع الإسكندرية، عجوزان يتحديان الزمن"، كلمات سردها المؤرخ البريطاني جوني منصور، الذي عشق مصر وظل بالإسكندرية بعدما أُلغيت الحماية البريطانية عليها، وثقها في مذكراته حين تزوجت "أصداف" من حبيبها "علي بحر" بعد مرور ما يزيد عن 50 عامًا على بداية قصة حبهما التي لم تكن قد اكتملت بعد.

مشهد قصير تضمنته أحداث الحلقة الثامنة والعشرين من مسلسل "أهو ده اللي صار"، وثق زواج الشاعر وعازف العود "علي بحر"، الذي يجسد دوره الفنان محمد فراج، من الراقصة والممثلة "أصداف"، التي تجسد دورها أروى جودة، في العام 1973، بعد مرور أعوام طويلة على انتهاء قصة حبهما وزواجها من آخرين، لكنهما عادا من جديد بعدما أخبرها بنيته في الزواج منها: "عايز أيامي تخلص وأنت جنبي".

داخل نقابة الصحفيين، تكرر المشهد ذاته عندما أقدم الكاتب الصحفي والأديب حسين قدري، البالغ من العمر 85 عامًا، على الزواج من حبيبته الأديبة عصمت صادق، التي تصغره بأربعة أعوام، بعد قصة حب طويلة جمعتهما لكنها انتهت بالفراق منذ ما يقارب 70 عامًا، بعدما رفضته عائلتها كونه طالبًا بجامعة فؤاد الأول، لم يكمل دراسته بعد.

بفستان منقوش باللون البني من تصميم ابنتها المقيمة بالولايات المتحدة، جلست العروس الثمانينية إلى جانب عريسها، الذي حرص على ارتداء بدلة متناسقة مع أزياءها، اليوم، في حفل اقتصر على بعض أصدقائهما من الشعراء والموسيقيين وعددا من الصحفيات اللائي أطلقن الزغاريد احتفالا بالعروسين، اللذان حققا حلمهما في التلاقي والاقتران بعد عشرات السنين.

وعلى طريقة "أصداف" و"بحر" في تحدي الزمن بالسير متشابكا الأيدي بشوارع الإسكندرية، والتنزه بالسينمات والمسارح، قرر الثنائي الاستمتاع بما تبقى من عمريهما معًا وقضاء شهر العسل بالإسكندرية أيضًا، لكنهما سيسافران لاحقًا إلى مسكنه بالعاصمة البريطانية لندن، للاستمتاع بجولة أوروبية تنسيهما مرارة أيام فراقهما الماضي.

وكما انشغل بطلا "أهو ده اللي صار" بعلاقات أخرى بعد ابتعادهما قديمًا، إذ انشغل "بحر" بحب "نادرة"، التي أحبت غيره، وتزوجت "أصداف" مرتين وأنجبت ابنًا واحدًا، تزوج الكاتب حسين قدري ثلاث مرات سابقة لكن انتهت تلك الزيجات برحيل الزوجات، فيما تزوجت الكاتبة عصمت صادق أيضًا، وعادا لبعضهما في النهاية كما عاد بطلا المسلسل، المُذاع حاليًا عبر فضائية "ON E"، لتصبح تلك الزيجة الحديثة تجسيدًا واقعيًا لما تضمنه المسلسل الدرامي من أحداث من خيال المؤلف عبدالرحيم كمال.