ذهبت إلى أربعة أطباء بحثًا عن علاج لرضيعها الذي ولُد بعيب خلقي أو "خصية معلقة"، لإجراء عملية جراحية له تعيده لطبيعته، ظلت ياسمين عصام، قرابة 11 شهر من وقت ولادته تطرق أبواب كبار المتخصصين.

لم يطمئن قلبها إلا لطبيب واحد من بين كثيرين أجرى له العملية بنجاح وتكفل بمتابعة حالة الصغير على مدار أسبوعين دون أن يتقاضى أجرًا بخلاف العملية نفسها، معاملة استثنائية جعلتها تهديه لوحة شكر وتقدير، و"بوكيه" ورد في عيادته الخاصة تعبيرًا عن امتنانها له لنجاح عملية طفلها حمدي مصطفى قائلة: "دي أقل حاجة نقدمها وشكرته على كل اللي قدمه لابني وأصريت أعلقها عشان كل اللي يدخل العيادة يشوفها".

تحكي الأم أن الطبيب باهر عاطف، لم يتعامل مع ابنها بصفته الوظيفية فقط، بل كان أبًا له خلال فترة علاجه ومتابعة حالته حتى هذه اللحظة: "بيشيل ابني وبيغيرله وبيطبطب عليه ويحضنه كأنه ابنه مفيش حد النهارد بيعمل كده"، رفض أخذ قيمة التغيير على الجرح التي أعقبت العملية وأهداها لها بالمجان متالعة: "سألت التمرجي قالي الغيار الواحد بـ35 جنيه والدكتور قاله ميخدش مني وبقالي 10 أيام على الحال ده وابني اتحسن جدا".

أصيبت الأم بهلع في البداية من الأطباء الذين شخصوا حالة صغيرها وخوفها بأن يظل باقي حياته بهذه الإصابة التي قد تعكر صفوه في كبره: "روحت لكبار الدكاترة والمستشارين ورؤساء أقسام أطفال في جامعات ومستريحتش غير للدكتور ده".

تعرفت الأم على الطبيب عن طريق صديقة لها تعمل معها في المدرسة، بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، ذهبت والقلق يحاوطها حتى وجدت معاملة مختلفة، وأسعار أقل بكثير من أي مكان آخر مرت عليه: "بيعمل لابني تمارين كل يوم وناقص يجيله البيت بنفسه، عمري ما اتعاملت مع حد بالأسلوب ده"، بدأت تدعو جميع صديقاتها ومعارفها للذهاب إليه ردًا لجميله وإعادة الروح في قلب أسرتها الصغيرة: "بقالنا 11 شهر عايشين في عذاب لحد ما قبلناه والحمد لله ابني خف".