رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

إنجي رأفت مؤسسة "تقدري" لمساعدة المعنفات في الصعيد: مفيش حاجة اسمها استحملي

كتب: آية المليجى - روان مسعد -

04:10 ص | الجمعة 08 مارس 2019

إنجي رأفت مؤسسة مبادرة

من رحم المعاناة يولد الأمل، كما جرت العادة، لكن إنجي رأفت حولت معاناتها إلى مبادرة تمحو الألم وترفض العنف، مبادرة تكبر وتتوسع بمرور الوقت، عمرها سنتين ونصف، من وقت تخلي إنجي عن عنفها الأسري، حيث كانت زوجة مسيحية معنفة، تسكن في أكثر مناطق مصر انغلاقا، أسيوط في صعيد مصر، لكنها قررت الخروج من النفق بصحبة المعنفات.

تبلغ إنجي من عمرها 36 عاما، حرص والداها على تعليمها جيدا، فتخرجت في كلية الآداب علم نفس جامعة أسيوط، تزوجت وأنجبت أبناءها الثلاثة، تعرضت لشتى أشكال العنف المنزلي أثناء زوجها، تقول لـ"الوطن": "سوء اختياري نتج عنه أسوأ أنواع العنف، فقررت أنفصل"، ذلك القرار لم يكن سهلا على الإطلاق لفتاة مسيحية تعيش في صعيد مصر.

تجاوزت السيدة الثلاثينية كل الصعوبات التي مرت بها، ولمساعدة نفسها وذويها وأصدقائها قررت إطلاق مبادرة "تقدري"، وكما يوحي اسمها فهي تحث النساء وتشجعهن على القيام بكل الأمور، بينها وأساسها رفض العنف بكل أشكاله، "الاغتصاب الزوجي، الضرب، العنف المنزلي، الحبس، الإهانات"، وغيرها من كل أشكال العنف الذي تتعرض له الأنثى.

تختلف المبادرة عن مثيلاتها، حيث مركزها في الصعيد، رويدا خرجت إنجي من المراكز في مدن الصعيد الكبيرة إلى القرى الفقيرة والنجوع، "أكتر جملة بنسمعها الست لازم تتحمل عشان ولادها وده مش صح مبقاش في حاجة اسمها استحملي"، عن طريق ورش الحكي والفضفضة تبدأ السيدات تقتنع بدور المبادرة، وأهمية وقف العنف ضدهن في المنزل، وبدأت تؤتي ثمارها بشكل فعال.

إنجي تعمل مدربة تنمية بشارية بعد حصولها على دبلومة متخصصة فيها، وهي كذلك مسؤولة مشروعات تنموية في جمعية سيدات الأعمال في أسيوط، وهي أكثر العوامل التي ساعدتها للخروج من محنتها لمساعدة سيدات أخريات، وأصبحت المبادرة مكونة من فريق من المتطوعين، بدأت بالأصدقاء والمعارف، ثم بدأت في التوسع، حتى تحدثت عنها جرائد عربية وإماراتية، تشيد بجهود إنجي في صد العنف.

لم يكن نجاح إنجي في البداية سهلا، فقد مرت بكثير من الصعوبات والمواقف التي لا تنسى، والتي شكلت وعيها هي كذلك، ومن بينها موقف لا تستطيع نسيانه ترويه، "جاتلي واحدة كلها آثار ضرب، زوجها بيضربها وبيتعاطى مخدرات، رفعت عليه قضية خلع، مرضيش واتوسل وقعد يعيط في المحكمة، فرجعتله"، بعد عودتها عاد زوجها للعنف، وخانه ضربه لها فجاءت في ابنته التي أصيبت بـ7 غرز، ثم هددها إذا رفعت قضايا عليه سيتهمها بالزنا.

أشد أنواع الأذى بيكون في الشرف، وللأسف المشكلة هنا في الصعيد لو الست حبت تاخد حقها الراجل بيحاربها ويكسرها بسمعتها"، نجحت صاحبة مبادرة "تقدري"، في مساعدة السيدة المعنفة على نقل ابنتها من مدرستها كي تبعدها عن أبيها العنيف، وكذلك في البحث عن محامٍ جيد يساعد السيدة دون مقابل، وقدمت لها جلسات دعم نفسي وهي وابنتها الصغيرة، التي ستبدأ جلساتها النفسية مع متخصصين للأطفال.

وبدأت إنجي خطوات إضافية في عملها التطوعي، حيث وضعت منهجا للمقبلين والمقبلات على الزواج، تبدأ في تدريبهم من عمر 12 إلى 18 سنة، تعرفهم كل ما يهمهم عن الجنس الآخر، وبالتجربة العملية اكتشفت أن الوعي في الصعيد بأمور الزواج والاختلاف النفسي والجسدي بين الجنسين يكاد يكون صفر، تقول إنجي، "كمان الناس بتتكسف تتكلم وتعرف وتتعلم أي حاجة في المجال ده فبيبقى صعب علينا جدا"، وتعرض في جلسات الحكي السري كل المشكلات وكل ما يخص العلاقات الجنسية لأول مرة في الصعيد.

مبادرة "تقدري" تتشكل كليا من المتطوعين، عددهم من 7 إلى 8 أفراد، بالإضافة إلى مسؤول إداري، وفريق عمل مسرحيات تمثيلية مكونة من المتطوعين تكون معظمها بهدف الوعي بالمشكلات الزوجية، وكذلك الإقبال على الزواج، ومعظم المساعدين للمعنفات من المحامين والاستشاريين النفسيين من المتطوعين، فيما تحاول إنجي جنبا إلى جنب مع المبادرة أن تكون أب وأم لفتاة 15 سنة، وطفل 14، وطفلة 5 سنوات، بمساندة أصدقائها.