رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

منتجات طبيعية بديلة للبلاستيك.. تعرف عليها

كتب: وكالات -

05:57 ص | السبت 02 فبراير 2019

البلاستيك - أرشيفية

ينصب اللوم الأكبر على "شفاطات الشرب" والأكياس البلاستيكية المصنوعة من مادة البوليثين، في سياق الحملة على استخدام اللدائن البلاستيكية، إلا أن المصيبة الحقيقية هي في اعتمادنا المفرط على تلك المواد البلاستيكية المُعدة للاستخدام لمرةٍ واحدة، فالبلاستيك بات في كل مكان، من النقل إلى الصناعة إلى قطاع الخدمات الغذائية، ومحاربة هذا "التلوث الأبيض" تتطلب أن نرى تغيراً وتحولاً في تلك المادة نفسها.

ولحسن الحظ، يحول العلماء والمهندسون والمصممون حالياً اهتمامهم نحو التركيز على بدائل صديقةٍ للبيئة، من شأنها خلق منظوماتٍ بيئيةٍ تنتج عنها كمياتٍ أقل من النفايات، وتخضع المواد الداخلة فيها لنظام تدوير، بحسب "بي بي سي".

ومن أمثلة هذه البدائل، ما يعرف بـ"الخشب السائل" أو تجارياً باسم "أربوفورم"، والطحالب التي تُستخدم في عمليات العزل الحراري، وبدائل مركب البوليمر المُعدة من النشا النباتي المتخمر، مثل الذرة أو البطاطس، ولا تقتصر فوائد هذه الخيارات البديلة على مواجهة الاعتماد المتزايد على البلاستيك فحسب، بل تمتد إلى معالجة قضايا من بينها ضمان أمن وسلامة عمليات إسكان أعدادٍ متزايدةٍ من الناس، وموازنة الضرر الناجم عن الانبعاثات الكربونية وإلغاء أثره، وكذلك إعادة المواد المُغذية إلى الأرض.

ويتطلب تحويل أحد أكثر موارد العالم وفرةً إلى شيءٍ مفيد وذي طبيعةٍ مستدامة اللجوء إلى عملياتٍ كيمياويةٍ خاصةٍ، الحديث هنا عن "الصوف الصخري"، وهو مادة تُستمد من الصخور البركانية الطبيعية، من ذلك النوع الذي يتشكل بعد أن تبرد الحمم البركانية، ومن منتجٍ ثانويٍ لصناعة الصلب يعرف باسم "الخبث"، إذ يتم صهر هاتين المادتين معاً وتشكيلها في صورة أليافٍ، تشبه قليلاً حلوى "سكر النبات" أو "غزل البنات".

ويختلف "الصوف الصخري" في استخداماته عن استخدامات مواد مثل "الصوف الزجاجي"، الذي يُصنّع من الزجاج المُعاد تدويره، و"البلاستيك الرغوي"، وهو عبارةٌ عن مادة تُستخدم في أغلب الأحيان لمنع انتقال الحرارة في أماكن مثل الأسقف والأسطح وكذلك في المناطق منخفضة الارتفاع في المباني التي تُمد فيها الأسلاك أو الأنابيب، ويتمثل وجه الاختلاف في إمكانية تصميم "الصوف الصخري" على شاكلةٍ من شأنها تعزيز خصائص وصفاتٍ متفردةٍ، من قبيل تعزيز القدرة على مقاومة ألسنة اللهب والحرائق، وزيادة إمكانيات تلك المادة على صعيدي العزل الصوتي والحراري، بجانب تدعيم مقاومة المياه وإبعادها، والقدرة على التحمل والصمود في ظل الأحوال الجوية القاسية.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، اكتسبت هذه المادة جاذبيةً ما في أعين المهندسين المعماريين والمصممين المهتمين بمراعاة المعايير البيئية في عملهم، وذلك في ضوء بحثهم عن مواد بناء مستدامةٍ بشكلٍ أكبر، تتسم بالفعالية من حيث التكاليف وتتصف بالطابع الجمالي في الوقت نفسه.

 

ويسهم الأسمنت "وهو المكون الرئيسي للخرسانة"، في حدوث نحو 5% من الانبعاثات الكربونية في العالم، وفي الوقت الراهن، يعكف الباحثون والمهندسون على العمل من أجل تطوير بدائل أقل استهلاكاً للطاقة الكثيفة أو توليداً لها، بما في ذلك قوالب طوبٍ تُصنّع من البقايا الصلبة التي تتخلف عن تحويل الشعير إلى جعة، وكذلك خرسانة صُنِعّت على غرار حواجز الأمواج التي ابتكرها الرومان القدماء، فقد كان هؤلاء يُعِدون الخرسانة من خلال خلط الجير والصخور البركانية لتشكيل ملاط أو مونة الأسمنت، وهي مادة شديدة الرسوخ والقوة، كما تشمل تلك البدائل قوالب طوبٍ مصنوعة من البول، نعم أنتَ لم تُخطئ في قراءة الكلمة.

ولا يعتبر الخشب المضغوط "المستخدم في الأثاث وخزائن المطابخ في مختلف أنحاء العالم" عنصر من العناصر الصديقة للبيئة، على الرغم من أنه يبدو كذلك ظاهرياً، ويعود السبب في ذلك إلى الغراء الذي يربط بين ألياف هذا النوع من الخشب، المؤلف من ألواحٍ صلبةٍ مصنوعةٍ من رقائق خشبيةٍ مضغوطةٍ ومكسوةٍ بالقشرة ومضاف إليها مادة صمغية، فهذا الغراء يحتوي عادةً على الميثانال أو الفورمالدهيد، وهو عبارة عن مركبٍ كيمياويٍ عضويٍ ذي رائحةٍ نفاذةٍ للغاية وعديم اللون وقابلٍ للاشتعال، ويُعرف ذلك المركب بأنه مُهيج للجهاز التنفسي ومُسَرطِنٍ كذلك.

ويعني ذلك أنه إذا كان لديك أثاثٌ مصنوعٌ من هذا النوع من الأخشاب، فعليك أن تدرك أنه ينفث سموماً بهدوء في الهواء المحيط، وقد ابتكرت شركةٌ تحمل اسم "إن يو غرين" مادةً أطلقت عليها اسم "يوني بورد"، وهي مصنوعةٌ من أليافٍ خشبيةٍ خضعت لما يُعرف بعملية "إعادة التدوير قبل الاستهلاك" بنسبة 100 %.

ويؤدي اللجوء إلى خياراتٍ مثل هذه إلى إنقاذ الأشجار من القطع للحصول على أخشابها، ويقلل من كمية ما يُلقى من مخلفات في مكب النفايات، كما أن هذه المادة توِّلد كميةً من الغازات المُسببة للاحتباس الحراري، تقل كثيراً عن تلك الناجمة عن استخدام الخشب المضغوط التقليدي، فضلاً عن أنها لا تحتوي على أي مواد سامة.

ولا يخفي على أحدٍ أن لعملية استخراج النفط الضرورية لإنتاج البلاستيك عواقب بيئيةً مدمرة، لكن الأسوأ من ذلك يبقى متمثلاً في مسألة التخلص من البلاستيك نفسه، فالمواد الكيمياوية السامة التي يحتوي عليها غالباً ما تتسرب إلى الأطعمة والمشروبات والمياه الجوفية.

ومن الصادم للمرء أن يعلم أن عمليات إعادة التدوير لا تؤدي إلا إلى إبطاء وتيرة رحلة المواد البلاستيكية إلى مكبات النفايات أو مياه المحيطات، حيث تنقسم هناك إلى أجزاءٍ أصغر وأصغر، لا تتحلل حيوياً بشكلٍ كاملٍ أبداً، وتتوقع بعض التقارير أن كمية البلاستيك التي سينتهي بها المطاف في مكبات النفايات والمحيطات، ستصل بحلول عام 2030 إلى نحو 111 مليون طنٍ متريٍ.

لا شك أن اللجوء إلى عملية إعادة التدوير يمثل خطوةً على الطريق الصحيح، لكن لكي نقلب المسار بشكل كامل، ينبغي علينا أن نتجه إلى استخدام بدائل للبلاستيك والموارد المتجددة، لكي ننعم بمستقبلٍ ذي طابعٍ مستدام.

الكلمات الدالة